مظاهرات سعودية بنظام تويتري
من يتتبع موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" هذه الأيام يجد أن الأفراد في المجتمع السعودي انطلقوا نحو ما يمكن تسميته بـ (المظاهرات ) بطريقة تقنية حديثة ، بعيدة كل البعد عن الخروج المألوف من تجمعات بشرية ورفع لافتات وخلافه كما يتم العمل به في كثير من الدول.
فكان إنشاء هاشتاق في "تويتر" يحمل مطالبة من الشعب للدولة في تحسين وضع الدخل الشهري ، تحت مسمى (#الراتب_ما يكفي_الحاجة ) لتجد أعداداً كبيرة ساهمت في المشاركة في هذه الحملة التي أستطيع أن أطلق عليها حملة ( الغباء ) بقيادة عدد كبير من الدعاة والإعلاميين ، بل أكاد أجزم أن في هذا الهاشتاق ومن بدأ به ودعمه حضرت لديهم (الأنا ) بدرجة عالية .وإلا كيف يطالب بزيادة الدخل الشهري متناسيا الشاب العاطل الذي لا يحمل وظيفة ، والموظف الذي يعمل في القطاع الخاص وغيرهم ممن لا يشملهم مثل هذه الزيادة ؟!!!!
ومن المؤسف جداً أن قادة هذه الحملة "التويترية" لم يدركوا أن هناك تجربة سابقة في زيادة الدخل الشهري ، لربما وصلت إلي 40% من الراتب الاساسي في عهد الملك عبدالله –حفظه الله- ، وما ترتب على هذه الزيادة من ارتفاع في الاسعار ، بل استمرارها في الارتفاع في ظل غياب رقابة المسؤول ، مما يعني بأن الحال سيبقى كما هو حتى وإن تمت الزيادة عدة مرات ،وقد يزداد سوءا على السواد الأعظم من المواطنين ذوي الدخل المحدود , علماً بأن تحسين الرواتب في السنوات القليلة الماضية لم تأتي من خلال مناداة ومطالبات- في "تويتر"- صنعتها تلك الأصوات التي تبحث عن نفسها ، بل جاءت من قبل خادم الحرمين – حفظه الله - إيماناً منه بحاجة الفرد السعودي إلى تحسين أوضاعه.
وكنت أمني النفس بأن توجه هذه الحملة نحوالمطالبة باجتثاث قادة الفساد في هذا البلد الذي يرجو منا المواقف الصادقة والنزيهة ، بل كنت أتمنى لو نادت أيضاً بالإصلاح الشامل ، وكنت أتمنى أن كانت المطالبة فيما يخدم كافة أفراد المجتمع ، لا أن تكون لشريحة أو لطبقة معينة .
تغريدات ..
يسألون المخلوق بأن يزيدهم في الرزق - الدخل الشهري - وتناسوا أن من يستحق السؤال هو خالق ذلك المخلوق الذي دعوه !!!
أعرف بعض ممن شارك في هذه الحملة (الراتب_ما يكفي_للحاجة ) بأنهم أكثر من يسافر لعمل المنكرات ، وأعرف من يصرف راتبه هنا في فعل المحرمات . ويقول لا يكفي للحاجة !!!
فاتورة الكهرباء تشكل نسبة عالية من مصاريف الدخل الشهري للفرد ، لا يمكن أن تحسبها جيداً ، فلماذا لا يتم تحديد رسوم ثابتة وميسرة ؟ أليس هذا نوعاً من زيادة الدخل بطريقة غير مباشرة .
ماذا لو لم يتم زيادة الدخل الشهري ؟ ما هي ردة الفعل لقادة هذه الحملة وجنودها ؟ أم أن هناك من حقق هدفه من أجل أمر (ما )؟
أخشى أن تكون هذه الحملة هي الشرارة لما هو أسوأ في القادم القريب .
يقول الله عز وجل في سورة الأعراف آية 96 ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون )
أعتقد وضح أين الخلل ؟ ومن يفترض أن نوجه حملتنا إليه ؟؟!!!
الخاتمة ..
أنا أكثر منك ديناً و أقل منك دخلاً )
@ama7134 تويتر
احمد مشافي