النجم القدوة
تختل موازين التقييم بل إنها قد تصبح ظالمة إذا ما تعلق الأمر فيها بمحاولة البحث عن اللاعب (القدوة) قولا وفعلا وعملا، ذلك أن عواطفنا الجياشة دائما ما تكون هي العائق الذي يقف ضدا لأي اختيار صحيح وكيف لا يكون ضدا ونحن على مر التاريخ لا نملك أنصاف الحلول .. نحب بجنون ونكره بجنون ولا نتعرف بعدالة المنطق بقدر اعترافنا بظلم هذه العواطف التي أنهكت قلوبنا.
لن أفسح المجال هنا لتوسيع الدائرة لكي أثبت كيف أن الكل عاطفي تحكمه الميول بقدرما أقف بهدوء النظرة متسائلا لماذا اللاعب النجم في أوروبا يصبح (قدوة) لكل من حوله فيما اللاعب النجم لدينا سرعان ما يظهر في ثوب غير ثوب القدوة؟
في أوروبا تستغل نجومية اللاعب في الحث على (الانضباط) وعلى (الوعي) وعلى (المشاركة) في تنوير المجتمع المحيط بالكثير من الوسائل أما لدينا فلعل هذه وتلك تبقى على هامشية (النجوم) بل إنها تبقى في آخر سلم الاهتمام ولعل ما حدث للأسطورة الاتحادية محمد نور في مطار الملك عبدالعزيز خير مدلول على كيف هم نجومنا وكيف هي ثقافتهم.
أكثر من (305) مخالفة مرورية وأكثر من (200) ألف غرامة مالية في سجلات محمد نور مع ساهر إن كان لها من معنى فالمعنى الصحيح لها هو الاستهتار والتأكيد على أن بعض نجوم كرة القدم مهما ارتفعت أسهمهم وبرزت نجوميتهم إلا أنهم غير قابلين لأن يكون (قدوة) حسنة والسبب تصرفاتهم العشوائية التي تشوه في نهاية المطاف كل فعل جميل أخذ عنهم.
لا أنكر أن محمد نور يمثل قيمة كروية يصعب تكرارها .. كما أنني كذلك لا أنكر الكثير من مبادراته ومساهماته الإنسانية لكن برغم هذه الجوانب لا يمنع من القول بأن (القدوة) الحسنة لها شروط واشتراطات منها احترام الأنظمة وتطبيقها والتكيف معها بالشكل الذي ينعكس على ذهنية الكثير من المعجبين وخاصة أؤلئك الذين هم في مقتبل العمر، فطالما أن اللاعب النجم وصل إلى أعلى معدلات النجومية فهو مطالب بضرورة أن يكون (قدوة) حسنة لا قدوة سيئة وهذا ما نتمناه من نجومنا حتى يكون تأثيرهم على أجيالنا تأثيرا إيجابيا لا تأثيرا يسلك طريق السلبية.
تنتقد الخطأ وتشير إليه بغية الوصول إلى صيغة العلاج يقابله رفض من المتعصبين الذين يفتقدون لأبسط مقومات في فهم ثقافة الرأي والرأي المضاد.
ليس هنالك نجماً في عالم المجنونة منزهاً عن الخطأ كما هو الحال بالنسبة لنا فأقلامنا ليست بأنامل الملائكة .. الكل يخطئ ويصيب فلماذا لا نتفق على انتقاد المخطئ والعكس؟
أقول لماذا لا نتفق مع يقيني بأن كل الإجابة قاسية.. وسلامتكم.
الرياضة
01/07/2014 12:29 ص
لا يوجد وسوم
0
1071
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.mj-sp.net/articles/233248/