في كل مرة يحصل لـ"كورتنا" إخفاق يتم فتح ملفات نعلم أنها ساهمت في تراجعنا، أهمها ملف احتراف لاعبينا في الخارج، وكيف أنها تساهم في تطويرهم فنيا، وفكريا، وبكل تأكيد "انضباطيا"، وحينها نصل إلى قناعة باستحالة ذهابهم وهم يجدون العقود ذات المبالغ الكبيرة هنا فمن الطبيعي أنهم "يشدون حيلهم" قبل التوقيع، وبعدها يتحولون إلى رجال أعمال وتتغير هواياتهم من لعب كرة القدم إلى هوايات أخرى مثل السفر، والسهر!

أتفهم أن أغلب الصفقات الاحترافية التي حصلت في "دورينا" كانت جماهيرية أكثر منها فنية، ولكن السؤال الكبير إلى متى وأنديتنا تدفع الكثير وهي لا تجد مقابل ما يوازي صرفها؟، بل إن معظم من يوقع عقودا احترافية بمبالغ كبيرة يتحولون إلى لاعبين لا شيء يشبه شيئا بين قبل وبعد الحصول على هذا العقد، والأكيد أن مشاكلنا الاحترافية تكبر بسبب أن اللاعبين يقتلون "الطموح" الداخلي بعد حصولهم على الطموح المادي، وبرأيي أن تحديد سقف سنوي للعقود هو الحل فلا يمكن أن نشاهد اليابان تطورت كثيرا بسبب لاعبيهم المحترفين بالخارج، ونشاهد المنتخبات الإفريقية "الفقيرة تعمل الهوايل" في كأس العالم لوجود أبنائهم في أندية تعمل على زرع الانضباط قبل المال، ونحن لا نزال نسأل أين الخلل؟

اللهم لا حسد والله يرزقهم من واسع فضله، لكن من الذكاء أن يبحث اللاعب عن ملء سيرته الذاتية بإنجازات جديدة، وعن تجارب خارجية مفيدة تنشر اسمه، وتساهم في تطوره فنيا، وفكريا، وتساعده على أن يساهم في تطور "كورتنا" قبل أن يكون طموحه فقط مليئا بحساباته البنكية التي تعمل في إنهاء موهبته قبل وقتها بكثير والأمثلة على ذلك كثيرة جدا.

حدّدوا سقفا لهم حتى يبحثوا عن أندية خارجية تطورهم، ولا تكونوا أنتم السبب في قتل "الطموح"، ساهموا في ذلك حتى يخرج لنا غيرهم بفكر مختلف.

الاقتصادية