تناقلت وسائل الإعلام اعتذار مصطفى بصاص لاعب وسط فريق الأهلي لكرة القدم لأحد إخواننا من ذوي الاحتياجات الخاصة بعد أن اصطدمت كرته به، حيث إنه كان يجلس ومن معه بجانب "خط التماس" تحت بند الصور المشرفة التي تساهم بنشر ثقافة جميلة في منظومتنا، ولكن الصورة السيئة هي أن يتم وضع هذه الفئة الغالية علينا في مكان لا يمت للسلامة والراحة بصلة، حيث إنهم يقعون تحت قصف مستمر من الكرات طول الـ 90 دقيقة، فلا اللاعبون يستطيعون السيطرة على كراتهم ولا إخواننا يستطيعون صدها عنهم!

في مباراة منتخبنا مع تايلاند قبل ثلاثة أعوام أتذكر أن الرئيس العام كان "يدف" أحد إخواننا من الاحتياجات الخاصة في ستاد الملك فهد الدولي لوضعه في مكانه المخصص الذي تم تدشينه في تلك المباراة، وكانت "فلاشات الكاميرات" تنقل ذلك بدقة واهتمام حتى أن الأمير نواف بن فيصل صرح وقتها بأنه يهتم بإيجاد كل سبل الراحة لهم، وأن هناك مشروعا متكاملا سيعمم على كل ملاعبنا بمتابعته، بل إنه اعترف بالتقصير والتأخير في تنفيذ أماكن لهم، ورغم ذلك مرت سنوات ولا يزال هذا المشروع مجرد "وعود" انضم إلى غيره من المشاريع التي تكون حبرا على ورق!

مباراة الأهلي والاتحاد هذا الأسبوع قالت لنا لا مشروع تم ولا اهتمام حصل ولا وعود تنفذ بل إن زميلنا المراسل رياض المزهر من أرضية الملعب حذر قبل بدء المباراة من أن التعامل مع هذه الفئة "يضيق الخاطر" وحصل ما كان يتخوف منه بعد أن ارتطمت كرة على جبين أحدهم! شخصيا لا أستغرب كثيرا عدم تنفيذ وعودهم، ولا أجد مشكلة حينما أكتشف أن أغلب هذه الوعود تكون مقدمة للإعلام تبدأ منه و تنتهي فيه ولكن ما يجعل الأمر مزعجا هو أن هذه الفئة تستحق أن توضع فوق رؤوسنا وهم يضعونهم في مكان لا يمت لاحترامهم بأي شكل من أشكال الاهتمام!