
أكد الباحث الأكاديمي خالد الدوس- المتخصص في القضايا الاجتماعية أن( الحوار)يشكل بمكوناته وأدبياته الحضارية ..لغة واعية وأداة من أدوات التواصل الإنساني الفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والرياضي .. تنقل الآراء والأفكار والمعلومات على أرضية مشتركة فعالة..و تثبت فائدة النقاش أو الحوار الموزون كوسيلة ناجعة لحل الخلافات اللفظية والمناكفات الفكرية دون اللجوء إلى العنف اللفظي أو الرمزي .. مشيرا أن الاختلاف في الرأي سّنة كونية وظاهرة صحية تدل على صحة وعافية الحوار وانه يسير في الاتجاه الصحيح0
وأضاف قائلا: أن ثقافة الحوار الواعي في مجتمعنا الرياضي والإعلامي تعاني من ضمور وضعف وهشاشة ..تتحول بتفاصيلها إلى لغة بغيضة, وثقافة اقصائية مليئة بالضجيج الهجومي والعبارات المشحونة..وفي معظمها نقاشات ركيكة تصادر الآراء بثقافة (فرعون) المهزومة.. ثقافة مناهضه قمعية تؤجج الرأي العام الرياضي.. وتذكي روح التعصب الفكري ,وتنشر مفردات الكراهية , فضلا عن تأثير اتجاهاتها المعادية على سلوك وفكر وثقافة النشر.
وبين الباحث الدوس أن( الكرة) في مرمى مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني فلعله يصلح ما أفسده عطار التعصب الرياضي..!! , خاصة مع ارتفاع مؤشرات الاقصائية والحوارات العدائية في بعض القنوات الرياضية التي تستقطب الأكثر صراخا والأطول لسانا بحثا عن التسويق الرخيص وكسب اكبر عدد ممكن من المشاهدين والمتابعين حتى لوكان ذلك على حساب القيم المهنية والأعراف الإعلامية وبالتالي ساهمت في تأجيج الرأي العام واحتقانه , وزاد قائلا: في تاريخ 16صفر1429هـ , الموافق 23فبراير 2008م ,وقعت الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني مذكرة تفاهم.. بهدف تأصيل الوعي الحواري,وتنمية قيم التسامح والتعايش المشترك في مجتمعنا الرياضي.. نصت مادتها الأولى على العمل على تعزيز نشر ثقافة الحوار بين فئات المجتمع الشبابي والرياضي, والمادة الثانية يشترك الطرفين في وضع وتنفيذ برامج تدريبية إستراتيجية لنشر ثقافة الحوار والتسامح والوسطية والاعتدال بصورة فعالة, والمادة الرابعة تفعيل دور الأندية الرياضية وبيوت الشباب بالمملكة لتحقيق نشر ثقافة الحوار, والمادة الخامسة , التعاون في المجالات الإعلامية بين المركز الوطني للحوار والرئاسة العامة لرعاية الشباب في نشر ثقافة الحوار بين فئات الشباب والرياضيين, وأيضا نصت المادة السادسة, المشاركة في إقامة لقاءات وندوات حوارية في مجالي الشباب والرياضة,وأخيرا إن تهيئ رعاية الشباب مرافقها لإقامة الأنشطة المشتركة من مؤتمرات وندوات وورش عمل ثقافية وبرامج تدريب تنويرية تساهم في تنمية الحوار الواعي في المجتمع الرياضي ..وبالرغم من الأهمية المعيارية لمثل هذه الاتفاقيات الواعية التي تهدف إلى نشر ثقافة الحوار وأدبياته في قالبه الديمقراطي.. وتنمية اتجاهاته الحضارية ومنطلقاته التربوية في نسقنا الرياضي الذي يعيش في واقعنا الحالي .. أوضاعا محتقنة ,وانفلاتا أخلاقيا ومشاحنات تصادمية, وتجاوزات مناهضه للقيم .. أفرزت ثقافة الإقصاء, والتعصب المقيت والتراشق بالعبارات العنصرية والقذف..خصوصا في معظم الحوارات الرياضية الفضائية( المسرطنة) فكريا.!! التي تحولت من حلول ..إلى تبادل الاتهامات وتكريس الكراهية.!! وظهور خلايا التعصب الرياضي عبر منابرها الملوثة, وانتشار مكروباتها الخطيرة في جسد الحياة الرياضية ,وبالتالي أصبحت هذه الممارسات وإرهاصاتها تشكل اكبر معوق للتنمية الرياضية.. وخطرًا يهدد الوحدة الوطنية ونسيجها الاجتماعي إذا اتسعت دائرتها المظلمة..!! وأضاف مع الأسف رغم أهمية مثل هذه الاتفاقية التنويرية بعد توقيعها قبل سنوات مضت.. مازالت في مهب الريح , وحبيسة دائرة النسيان .!!.بعد إن أصبح الوسط الإعلامي و الرياضي غير متزنا ومضطربا في سلوكه الاتصالي والوجداني والقيمي والاجتماعي..يقوم على ثقافة عدائية ..ثقافة مهزومة تنطلق من مقولة ( إذا لم تكن معي فأنت ضدي)..!ثقافة ممجوجة لاتؤمن بالحوار الواعي..كلغة حضارية , وأداة من أدوات التواصل الفكري والثقافي والاجتماعي التي تطلبها الحياة في المجتمع المعاصر.. دون إن تكون هناك مبادرات واعية سباقة من المؤسسة الرياضية ..تنطلق من بوابة” الاتفاقية الحوارية” بقالبها التنويري لمواجهة خطرالتعصب الرياضي ومكافحة فيروساته, وطالب الدوس أن يقوم المركز الوطني للحوار بإطلاق “حزمة” من المبادرات الجديدة للتصدي لمرض التعصب الرياضي عبر عددا من البرامج التوعوية ,والمشروعات التنويرية لتأصيل القيم الحوارية, وتفصيل الوعي ونبذ التعصب والإقصاء بعد إن بات هذا المرض النفسي الاجتماعي( التعصب الرياضي) خطرا يهدد البناء الاجتماعي ووظائفه التربوية والثقافية والاجتماعية..,مبينا أن تفعيل دور مركز الحوار الوطني وبرامجه التنويرية تمثل جزء من الحلول العلاجية ..ويبقى الدورالاكبر في ضبط توازن ظاهرة التعصب الرياضي المشاركة الفاعلة..من المؤسسات المدنية المعنية كهيئة الرياضة و الشباب ,ووزارة الثقافة والإعلام, والصروح الأكاديمية ومؤسسات القطاع الخاص التي تستثمرفي القطاع الرياضي و الشبابي0والنهوض بقالب التوعية الحوارية المجتمعية التي تستهدف منطلقاتها البنيوية..عقول وثقافة وفكر(الشباب) الذين يشكلون مايقارب 65% من الفئة العمرية في التركيبة السكانية في مجتمعنا السعودي الفتي الذي يعيش مرحلة شبابه في واقعه المعاصر,مؤكدا أن الحوار بكامل جزئياته وتفاصيله هو أفعال تمارس , وقيم تدرس , وفكر يتقبل, وعقل يعمل.. وعلى القائمين على (سنام) الرياضة السعودية تأصيله ونشر ثقافته في الأوساط الإعلامية والرياضية من أجل صناعة تنمية رياضية حضارية واعدة تواكب الآمال والتطلعات المنشودة.
التعليقات 1
1 pings
ابو عبدالله
27/02/2017 في 5:20 م[3] رابط التعليق
جميل اخي ابو سلطان وفقك الله