فيصل بن تركي.. وتهذيب صغار النصر
لأمير فيصل بن تركي يعيش مرحلة مزدهرة بنجاحات تتمدد في أغلب مرافق النادي وميادين الملاعب ومساحات الإعلام، وهو الأكثر ترشيحا لمواصلة التميز عن منافسيه للعام الثاني على التوالي، بل إنه مؤهل لتسجيل أرقام قياسية أو جديدة في تاريخ رؤساء الأندية.
وهو ببطولتي دوري جميل وكأس ولي العهد العام الماضي كسب شعبية جارفة على صعيد الجماهير النصراوية، وأخذ مساحة رحبة في حيز الجماهير الأخرى حتى خارج حدود الوطن
ويواصل هذا العام تألقه على صعيد اختيارات المدربين واللاعبين، زاد في تأكيد هذه المعايير تصدر النصر للدور الأول من دوري جميل، بعنوان "بطل الشتاء" وبما يعزز المحافظة على اللقب. أضف إلى ذلك تفوق فريقي الناشئين والشباب وبعض الألعاب المختلفة ولا سيما السلة التي ربما تعيد أمجادها بعد عزوف توسعت معه دائرة الإحباط على غرار الفريق الأول لكرة القدم قبل أن يعود العام الماضي بطلا
وفي شأن التنافس الشريف وتفعيل سمات الرياضة، فإن الأمير فيصل بن تركي تناغم تدريجيا، بما يجسد حرصه على تفعيل حضوره بأنصع صورة وأجمل عبارات
وأنا متيقن من ندمه على حركة "الأنف"، وما يقال بالعامية "غصب عنك"، وهي لغة حادة بحركة استفزازية تجلب الكره وتعزز سبل الانتقام، وتطمس سمات التنافس الشريف الذي يبرهن على التواضع عند الفوز والابتسامة عند الخسارة
ومن منطلق حرص الأمير فيصل بن تركي على نبذ كل ما يدعو للفرقة والتنافر بعد أن تجاوز أصعب وأهم مرحلة، فقد لفت نظري صورة لبعض لاعبي النصر للناشئين بتقليد هذه الحركة الاستفزازية التي "لا تليق" أبدا بأي بطل، ولا سيما الأندية الكبيرة والجماهيرية، وخصوصا أمام المنافس التقليدي في ديربي يكون محط أنظار ومتابعة الجماهير ووسائل الإعلام
ومن باب التوعية بمساوئ التقليد "تقليد الأعمى يضر"، فقد نشرت عبر حسابي بـ"تويتر" لقطة في صحيفة "الرياضية"، وكابتن الناشئين مبتهج بالفوز على الهلال، واضعا إصبعه على أنفه تيمنا بالكبار العام الماضي بعد ضمان اللقب، وواكبها ردود فعل رادعة ومضادة ومؤيدة
والمؤسف جدا، أن كثيرين تفاعلوا بتأييد هذا الناشئ، مستحضرين صورا عدة لهذه الحركة الاستفزازية، بينها صور الرئيس مع بعض النجوم، وبما يثبت "اقتداء" الجماهير وصغار اللاعبين بكبارهم..! وفي الوقت ذاته يشبهونها بتصرفات مماثلة من نجوم ومسؤولي أندية منافسة، وبالتأكيد أننا تصدينا لمثل هذه الأساليب في حينها، ونجدد نبذها وانتقاد مرتكبيها أو مروجيها. ومن السوء والعيب أن يكون الرد بالمثل أو التعلل بها لإرضاء غرور متعصبين أو قاصري الفهم والوعي
ولن ألوم الجماهير علما أن بعضهم كبار في السن ممن اعتراهم شيب التعصب، وشخصيا لن تستفزني بقدر ما تزعجني في إطار النصح والحرص على أن نسمو بأنفسنا رياضيا لمصلحة الوطن وما يجمل صورة المشهد الرياضي. وهنا أسأل الأمير فيصل بن تركي: ماذا لو وقفت أمام اللاعبين صغارا وكبارا، وعرضت إحدى الصور التي ظهرت فيها واعترفت بالخطأ، وحثثتهم على التحلي بكل سمات الوقار واحترام المنافسين والاعتلاء بأنفسهم وناديهم
ثق تماما أنها ستؤثر أبلغ من أي محاضرة مهما كان حجم وقيمة المحاضر
ولا أنسى في هذا المقام التنويه بمدى حرص إدارتكم على الجانب التثقيفي من خلال وجود مختصين في مناسبات ماضية، والأمل أن تكون أكثر شمولية في المستقبل
لا بد أن يهتم رؤساء الأندية والإدارات ذات العلاقة بقيمة ومكانة النادي اجتماعيا وتوعويا وسلوكيا. وفي الوقت ذاته من واجب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بشكل عام واتحاد القدم بشكل خاص، تعميق فهم مبادئ وسمات الرياضة وسن لوائح تضبط مثل هذه التصرفات وكل ما يسيء لعلاقة الرياضيين مع بعضهم
وختاما أقول للشتامين والمتأزمين في "تويتر": أنتم تسيئون لأنفسكم ولا تضرونني بشيء
30/12/2014 9:57 ص
لا يوجد وسوم
0
955
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.mj-sp.net/articles/254670/