المدرب المعجزة
تعودنا واعتدنا على تغيير المدربين .. مدرب يصل وآخر يغادر فيما حصيلة العمل على ذات الوتيرة، ثابتة تسير على منوال سابقتها إخفاق يجر أخاه ليأتي السؤال العريض مهرولا: هل المدربون هم سبب الانكسارات التي حلت على أنديتنا أم إنهم مجرد (شماعة) يعتمد عليها صناع القرارت لكي ينأوا بأنفسهم عن أي تهمة بالتقصير في مهامهم؟
- سنوات ومعظم قرارات الأندية ترتكز على (المدربين) في حين تبقى القرارات الأكثر أهمية مغيبة وأعني بتلك القرار ما يختص بمنظومة العمل الذي يحيط بها إداريا وشرفيا وإعلاميا وحتى جماهيريا، فهذه الجوانب لاتأخذ الحيز الذي يتوازى مع حيز المدربين لهذا نجد الفريق الخاسر وقد أعد عدته لكي يجعل من (المدرب) فقط كل الضحية.
- تغيير المدربين حالة مألوفة في لعبة كرة القدم لكنها بالنسبة لنا مختلفة، فنحن أكثر من يتعاقد معهم ونحن أكثر من يبادر في إلغاء عقودهم وكلما بدأ هذا الفريق أو ذاك الآخر في وضع قدمه على طريق الاستقرار سرعان ما عاد إلى نقطة البداية والسبب تلك الثقافة البائسة التي كبدتنا الكثير ماليا ومعنويا وأصبحنا في سياق التغيير السريع والتبديل الأسرع نعاني من غياب (الثقة) التي كانت ولاتزال سببا مباشرا في كل هذا الانحدار الفني الخطير الذي تشهده رياضة كرة القدم السعودية.
- الجميع بالطبع يبحث عن المدرب الجيد الذي يصنع فوارق التفوق والنجاح وتحقيق البطولات لكن هذا لايعني القبول بمثل تلك (المبالغة) في تحميله كل تبعات (الفشل)، فالمدرب سبقى جزءاً في التركيبة العامة فلماذا نركز عليه ونتناسى بقية الأدوار.. من لاعب ورئيس ناد وعضو شرف ومشجع ؟
- كبار المدربين وصلوا إلى أنديتنا وغادروا بنفس القرار وبنفس الطريقة وبنفس الأسلوب، فهل هؤلاء على خطأ ومن يقرر عملية الإحلال والتغيير على صواب؟
- مشكلتنا الكروية تكمن في عدم القدرة على بناء الاستقرار كما تكمن في ثقافة اللاعب التي تمحورت ولاتزال في الجانب المتعلق بكم يتقاضى من المال إلى جانب غوغائية إعلامية وجماهيرية طغت على لغة المنطق وبالتالي هاهي النتائج المسجلة على الأرض مغايرة عن كل ما نبحث عنه ونتطلع إليه.
- في أوروبا كرة القدم (متعة) فاللاعب يمارس هوايته لإسعاد نفسه وإسعاد كل من يقطن المدرجات أما هي بالنسبة لنا مجرد (عبث) .. اللاعب يتهاون في دوره .. ورئيس النادي يتجاوز في تصريحاته .. والمشجع يشتم في مدرجه .. والإعلامي (يتعصب) و(يتعنصر) في وسيلته وهكذا دواليك.
- ختاما مخرجات (العقول) بها ومنها يتحدد النتاج إما إيجابا يبهج القلب وإما سلبا يدمي العين.. وسلامتكم.
الرياضية
15/05/2014 8:39 م
لا يوجد وسوم
0
934
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.mj-sp.net/articles/222999/