عُرِفَ في الآونة الأخيرة بصدق طرحه، وشفافية ما يتحدث به في مجال الإدارة الرياضية، والإعلام الرياضي. كان له ظهور ومنافسة على كرسي الاتحاد السعودي لكرة القدم، وبعد أشهر من إعلان أسماء الفائزين بالانتخابات، خرج بحديث مفاجئ، ليكشف كواليس تلك الانتخابات، وتصرّفات الإعلام إزاءها.
وسعيًا من صحيفة “المجلس الرياضي”، في ختام عامها الثامن في مجال الإعلام المتخصص، نستضيف اليوم الأكاديمي الدكتور نجيب أبو عظمة، الذي استجاب لأسئلتنا، وناقش محاورنا الشرس، برحابة صدر وشفافية عهدت عنه.
وإلى محاور وأسئلة اللقاء، ننتقل بكم، آملين أن تستمتعوا بهذه الإضاءة العقلانية الرياضية التي يحتاجها مجتمعنا بشدة:
كواليس انتخابات اتّحاد الكرة والإعلام المؤدلج
كيف تحب أن تقدم نفسك لنا؟
أستاذ جامعي سابق، لازلت أعمل بالجامعة، ولكن في مجال الاستشارات والمشاريع.
أنا رجل تربوي رياضي أحب أن أوظّف كل ما عرفته لخدمة الرياضة السعودية.
أين الدكتور نجيب عن الوسط الرياضي، لاسيّما أنّك ظهرت بعد غياب طويل مرشحًا للاتحاد السعودي لكرة القدم، ثم عدت للغياب إلا عن طريق حسابك في موقع “تويتر”؟
وما هو دورك في نادي أحد؟
الحقيقة، لم أختفِ لكن للعمر أحكامه.
نشاط الأربعين ليس كالستين، والإقدام في ذلك العمر يختلف عن الآن.
لازلت مع إدارة أحد، ومحبي أحد، قلبًا وقالبًا، أنقل لهم ما أعتقد أنه غير مناسب، والعكس، وأيضًا أحضر التمارين والمباريات.
لماذا ترشّح الدكتور نجيب لرئاسة الاتحاد السعودي في الانتخابات الماضية؟
كنت في الرياض، وأنا صديق للكابتن عبدالله فودة (العمدة)، الذي اقترح عليَّ فكرة الترشح. واتضح لي أنّه نوقش الموضوع مع زملاء وأصدقاء الكابتن عبدالله فودة، الأمر الذي دفعني إلى التفكير بالأمر جدّيًا، ومن عادتي كتابة أي فكرة، وعندما كتبتها، وجدتها قابلة للتطبيق، المؤهلات العلمية موجودة، الخبرة الميدانية الإدارية الرياضية موجودة، والأهم “الطموح”، وهو أيضًا موجود.
ما هو سر ثقتك في ملفك الانتخابي، لاسيّما أنّك كنت ترجّح فوزك من الجولة الأولى؟
انظر إلى ملفي الانتخابي، لازلت مصرًا، وأؤكّد لك، أنّه الملف الأمثل لمسيرة الاتحاد السعودي، لأنَّ الخطة الاستراتيجية التي وضعتها أشرف عليها أكثر من سبعة أشخاص، وراجعها أكثر من خبير رياضي بالخارج، ومجموعة من أعلام الرياضة السعودية.
الكفاءة ليست كل شيء، ربما الأستاذ عادل عزت يملك كاريزما خاصة، إلا أنَّ المحسوبيات ممكنة أيضًا في مجالنا.
والحقيقة؛ من قبل الانتخابات وكلنا نعرف أنَّ رئيس الاتحاد هو عادل عزت، وقد قلتها خلال حديثي لإحدى القنوات الرياضية التي ناقشت هذا الشأن.
ولكن هذا نوع من التقليل يا دكتور في رئيس الاتحاد الحالي؟!
لا والله؛ لا أقصد التقليل من الرجل، فالحقيقة لما مسك الكرسي مع فريق عمله، الذي هو على درجة عالية من الكفاءة، أجدهم يسعون وبإذن الله، يصلون بالكرة السعودية إلى برِّ الأمان.
هل كنت تتوقع نتيجة الانتخابات، وأن تحصل على صوت واحد؟
في الحقيقة، صوت نادي أحد ما كان ممكنًا أن يذهب لسواي.
أنا وحتى اللحظات الأخيرة قبل مأدبتي العشاء التي أقيمت من طرف عادل عزت ورئيس نادي النصر، كنت على يقين من الدعم لملفي الانتخابي، إلا أنَّ تلك السهرات، هي التي ساهمت بحجب الأصوات عني، وقلبت الموازين.
قبلها، كان من الممكن أن يحظى أبو عظمة أو بن معمر وغيرهم بفرصة حقيقية، فالانتخابات لعبة بالنهاية، طلبوا مني زملاء الانسحاب، ولكني لست الشخص الذي ينسحب من غمار سباق بدأ بخوضه بالفعل.
رسائلي، التي أردت أن تصل، تمكّنت أن أقدمها بجودة عالية، حتى أنَّ كثيرًا منها نُفِذَ بالفعل، إلا أنَّ عتبي الوحيد على الاتحاد الحالي، أنه لم يستمر بتنفيذ الخطة الاستراتيجية للاتحاد السابق، التي كلّفت ملايين الريالات.
لماذا لم يؤسس الدكتور نجيب تكتلات ويدخل بها الانتخابات؟
زُرت جميع أندية المملكة، باستثناء الخمس الكبار. وكان لي اتصال مع ناديي الاتحاد والأهلي، ولم أخرج بنتائج إيجابية كثيرة.
الحقيقة، كنت أبتعد عن تضييع الوقت مع الأندية التي حسمت أمر مرشحيها، وهو ما دفعني إلى التعامل مع الأندية على أنها 47 ناديًا، ولكن هذه الأندية لا يوجد فيها نادي أتى وفق نظام الجمعية العمومية، أستثني من ذلك فقط نادي الاتّفاق، ولم أكن أتوقع من أشخاص حضروا بطريقة غير مشروعة، أن يعطوا أصواتهم لأبو عظمة وغيره.
لماذا فضَّلَ الدكتور نجيب، المرشح بن معمر، للفوز بالانتخابات في حالة عدم فوزه شخصيًا بذلك؟
تعاملت مع الموضوع بقانونية، فلا عادل عزت ولا المالك تنطبق عليهم شروط الترشح، وفق اللوائح التي منها خبرة 15 عامًا نشطة، فضلاً عن أنَّ عضوية الشرف ليست من ضمن الخبرات المطلوبة النشطة.
ابن معمر تنطبق عليه الشروط لذلك فضَّلتُه.
هل أنصفك الإعلام في وقت ترشحك؟
في البداية القناة السعودية الرياضية، أجرت معي لقاء، وغطت برنامجي الانتخابي، ولكنها لم تعرضه، وعرضت البرامج الانتخابية الأخرى.
أيضًا، في يوم المناظرة التي حصلت، ونقلتها قناة “برو سبورت”، كان هناك اتّفاقٌ على الخطوات التي ستدار فيها المناظرة، وترتيب المتحدثين مع مقدم البرنامج، لكنه لم يلتزم بها، فضلاً عن أنَّ مقدم البرنامج استخدم مفردات غير لائقة، ولا تتناسب والطرح الإعلامي المحايد، كأن يقول: “سيكون لك شرف المشاركة”.
أنا لم أعامل بشكل جيد من الإعلام.
هل يؤمن الدكتور نجيب، بأنَّ الجو غير صحي في الإعلام والوسط الرياضيين؟
من الناحية الإعلامية، الإعلام مقصر تقصيرًا كبيرًا، حتى عبر القنوات الرسمية، لأنه إعلام ألوان، يميل إلى أندية بعينها، ويصفي حساباته على حساب المنتخب. يهاجم لاعبًا لأنه من النادي الذي لا يحبه، ويمتدح اللاعب من النادي الذي يحبه، حتى لو لم يكن أهلاً للمكان بالمنتخب، وهذا هو الجو غير صحي.
كما أنَّ الإعلام وصل إلى مرحلة كاد يدمر فيها الحكم السعودي.
ويأتي هذا فضلاً عن أنَّ الأندية أيضًا أصبحت ضحيّة للصراعات الداخلية، فمن يملك المجلس الإداري يشكل الجمعية العمومية الخاصة وفق الهوى، ويقحم النادي في صفقات غير مبررة، كما يلوح بالأفق ما وصلت له ثلاث أندية كبيرة.
المدينة ورياضتها أحد والأنصار
هذا سر تفوق إدارة أحد في السنوات الماضية
ما رأي الدكتور في كرة القدم بالمدينة المنورة، هل تستغل بشكل “صحيح” المواهب المتاحة؟
الحقيقة أنَّ المدينة تعج بالمواهب، لكرة القدم وغيرها. واستفادت دول الخليج من هذا الأمر، لاسيّما في فئة المواليد، إلا أنَّ الواقع يقول أنَّنا بدأنا الاهتمام بهذه النقطة (المواليد)، منذ إدارة الاتحاد السابقة، التي سمحت للاعبي الفئة بالمشاركة بدوري الأولى، فضلاً عن إنشاء روابط الأحياء، ودعمها ماليًا وإداريًا بشكل مميز.
الأنصار لم يستفد من مواهب المدينة كثيرًا، على الرغم من وجود المنشأة، أما أحد في السنوات الأخيرة، فقد استفاد من خلال كشافيه الموزعين على المدارس والأحياء.
ما سر ابتعاد الداعمين ورجال أعمال المدينة عم دعم قطبيها الكرويين؟
في أحد، مرّت فترة فقدت فيها الثقة بين النادي ورجال الأعمال، لأنَّ الأموال تستخدم في غير طريقها، لا أقصد التخوين، لكن حينما تصرف الأموال وفق خطة معينة تؤتي ثمارها، ويقتنع المتبرع أو التاجر، وعلى العكس حينما تصرف من أجل الفلاشات، لن يكون هناك مردود إيجابي على النادي.
يجب علينا أن نثقف المجتمع ورجال الأعمال، لأنَّ الرياضة أصبحت صناعة ومصدر رزق لكثير من اللاعبين والمدربين والإداريين، وتعول أسرًا كبيرة.
بالحقيقة إعلامنا لم يقم بهذا الدور كما يجب.
كيف رأيت إعداد نادي أحد لهذا الموسم، بعد غياب سنوات طويلة عن الممتاز؟
ما رأيك في مستوى نادي أحد بالجولتين الأولى، وهل هو مرضٍ؟ هل سيبقى الجبل الأحدي بين الكبار؟
ما يميز نادي أحد، هو الاستقرار الإداري والفني؛ فالإدارة متواجدة منذ سبعة أعوام وهذه الثامنة، المدرب الكابتن عبدالوهاب الحربي، بدأ مع الناشئين فالشباب فالأولمبي فالفريق الأول، وهو مع الفريق الأول منذ ثلاثة أعوام، وهذه الرابعة.
الحربي، صعد من الثانية للأولى، وهذا الأمر يساعده في إيجاد التوافق الفكري مع الإدارة، من حيث احتياج الفريق وإمكاناته المالية، فضلاً عن التوافق بين المدرب واللاعبين، واحترامهم له.
حقيقة، لا أشعر بالخوف على نادي أحد، وبتفاؤل منطقي وفق العمل المقدم، لن ينزل عن المركز العاشر.
حواري المدينة
هل الدكتور نجيب مهتم بكرة القدم للأحياء؟
لماذا لا نراك ضيفًا على رابطة الأحياء بالمدينة، لاسيّما أنّها في تطوّر؟
في الحقيقة، قبل أن تنشأ الروابط، كانت فرق الأحياء تقدم أكثر من بطولة على شرفي. كما قدمت الدروع للأبطال مرات عدة، وكانت العلاقة ممتازة ومختلفة عما هي عليه الآن.
الآن، يبدو أنَّ قراءة بعض الأشخاص تعتبرني خصمًا، على الرغم من أنَّ الحقيقة غير ذلك.
أنا مستعد للدعم متى ما طلب مني، ولكن لا أفرض نفسي على أحد، أرى تطور للعمل والاهتمام بفرق الأحياء وأكاديمياتها، وهناك من يستشيرني من أصحاب الأكاديميات.
الاتحاد السعودي .. عمله .. الأندية وإعدادها
أندية الممتاز والأجانب
ما رأيك بقرار زيادة اللاعبين الأجانب، لاسيّما الحارس الأجنبي؟ وهل لازلت مع زيادة عدد الأندية؟
أنا لازلت مصرًا، ولو كنت رئيس اتحاد لفعلتها، فأندية الدوري الممتاز لا بد من زيادتها إلى عشرين ناديًا، أو على الأقل 18.
السبب في هذا، أنَّ الدول المتميزة عالميًا، تطبق الأمر.
أمّا في شأن زيادة عدد اللاعبين الأجانب، فلو أنَّ الاتحاد السعودي قال: إنَّ سبب الزيادة من أجل تقليل قيمة اللاعب السعودي، لقلت إنَّه “قرار فعلاً عبقري”.
أنا أصبحت معها بعد تطبيق القرار، الواقع يقول نحن لا نملك نجومًا، فأكثر لاعبي المنتخب لا يلعبون بشكل أساسي بأنديتهم، إلا أنّنا لازلنا نصرُّ على أنّنا أقوى دوري عربي.
أما الحارس فأخشى أن ندفع ثمنها مستقبلاً.
ما رأيك في تشكيل لجنة لإدارة العمليات وبعد فترة تلغيها، أليس هذا تخبطًا؟
لا يتعلّق الامر بالتخبّط، فغالبية اللجان تؤسس بلا أهداف، ومدة لتحقيق تلك الأهداف، ولذا سوف تلغى الكثير من اللجان، إما بالنظام أو حجب دورها.
كيف كنت لتتعامل كرئيس للاتحاد، مع القرارات الحكومية، تغيير رئيس الرياضة مثالاً؟
هذا الجزء ممكن أمثل فيه الصدمة.
قبل أن تخصخص أيَّ قطاع، يجب عليك أن تهيّئ هذا القطاع للخصخصة، أما نحن فقد بدأنا نخصخص الأندية، دون مستشار تدقيق مالي يلزم الأندية بعدم الإفلاس.
أنا أزعم، أنَّ كثيرًا من التعقيدات التي برزت على السطح، كانت بسبب عدم وجود ضوابط تلزمهم بعدم التحرك عما هم فيه.
أرى أنَّ تغيير رئيس الهيئة العامة للرياضة، كان يجب أن يشمل فكرة أن يستمد المنصب قوّته من الفاعلية، لا من كون شاغله أميرًا، إلا أنَّ الرئيس السابق ورّثَ لنا رئيسًا للاتحاد بالمواصفات التي يريدها.
وأقول: إنَّ هذه الخصخصة لن تنجح، وإذا أردت لها النجاح يجب أن تملك مقار الأندية للأندية، وليس للدولة، ويجب أن ترفع يد الهيئة العامة عن الأندية، لأنَّ الخصخصة خصخصة أندية، وليست خصخصة رياضة.
هل تتفق مع الرأي القائل بإنَّ الاتحاد لم ينجح في أول قضيتين واجهها، العويس وعوض خميس؟
نعم لم ينجح. لديك لوائح طبّقها، لا تنظر للنادي واسمه، فالقضية قضيتكم، فقط طبقوا النظام.
رسائل الدكتور نجيب أبو عظمة
ماذا يقول الدكتور نجيب أبو عظمة، في ختام حديثه إلى قراء “المجلس الرياضي”، للإعلام الرياضي، والاتحاد السعودي؟
رسالتي لاتحاد القدم:
أعتقد أنَّ بينكم مجموعة من الكفاءات غير العادية، والتي يحلم في العمل معها أي شخص، فأتمنى من رئيس الاتحاد دعمهم وإعطاءهم الفرصة.
للإعلاميين:
تعبنا ونحن نقول الألوان، وعلى الرغم من ذلك أرى في بعض البرامج، ولدى بعض الكتاب، في بداية عاموده، يلعن التوجه اللوني للإعلاميّ، وفي نهاية مقاله