
المجلس الريـــاضي :
أعلنت اللجنة المحلية المسئولة عن تنظيم كأس العالم بقطر 2022 استعدادها لاستضافة الحدث الدولي في الصيف أو الشتاء وخلال أي وقت في العالم، وكشفت خلال عرض قدمته في منتدى جدة للاستثمار والرياضات الرقمية الذي اختتمت فعالياته مساء أمس الأول ـ الخميس ـ بمدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة عن أبرز المشاريع والترتيبات التي جرت على الأرض في انتظار البطولة قبل 7 سنوات من انطلاقها.
ورحب الدكتور راشد من زومة ورئيس مجلس إدارة ديوانية الشباب والرياضة المنظمة للفاعلية بالوفد القطري برئاسة المهندس حسن الذوادي أمين عام اللجنة العليا لكأس العالم “قطر 2022″، وأكد على أن تواجدهم السريع وعرضهم المبهر يبرهن على الاحترافية الكبيرة التي جعلتهم يلفتون أنظار العالم ويستحقون تنظيم أهم وأكبر بطولة في العالم.
وأعتبر عبد الله الغامدي الرئيس التنفيذي لديوانية الشباب والرياضة إقامة المونديال في قطر فرصة كبيرة للمستثمرين في السعودية وكل دول الخليج للاستفادة من الفرص المتاحة، مشدداً على أن العمل الكبير الذي تقوم به اللجان المنظمة لكأس العالم مصدر فخر للمنطقة، مشيراً أنهم يقدمون عملاً غير مسبوق ويجبرون كل سكان المعمورة على احترام قدراتهم، لافتاً إلى أن ديوانية الشباب والرياضة تسعى لمد جسور التواصل بين المستثمرين السعوديين ونظرائهم القطريين لتحقيق أكبر استفادة من الحدث العالمي الكبير.
وقدم الامين العام للجنة العليا المنظمة لكأس العالم “قطر 2022” حسن الذوادي عرضاً حول التقدم الذي تحقق في مشاريع بناء الاستادات وتطوير شبكة النقل الحديثة والمرافق في أنحاء قطر، وشدد على أن كأس العالم لكل الخليجيين وليس لقطر وحدها، وأن البطولة التي ستبهر العالم بعد 7 سنوات ستوفر آلاف الفرص الاستثمارية لكل سكان المنطقة، وستعزز من مكانة البنى التحتية للملاعب في منطقة الخليج بشكل كبير، مؤكداً أنهم يعملون برؤية جماعية ويسعون إلى ترك إرث للأجيال المقبلة من الشباب.
وقال: بدأت اللجنة المحلية المنظمة “قطر 2022” بتولي مهامها بعد فوز قطر بشرف استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، ويتركز عملها على كل ما يتصل بتنظيم الحدث ذاته من مخططات وعمليات تشغيلية وعلى إدارة العلاقة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فيما ما يتعلق بتنظيم البطولة، في حين تستمر اللجنة العليا في عملها الذي يتركز على ضمان إنجاز مشاريع الاستادات ومشاريع البنى التحتية والتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية لضمان أن تترك هذه البطولة إرثاً مستداماً لقطر والمنطقة، وستعمل الجهات الثلاث الاتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة المحلية المنظمة واللجنة العليا جنباً إلى جنب لضمان إقامة بطولة تاريخية لكأس العالم في المرة الأولى التي تستضيف فيها منطقة الشرق الأوسط هذه البطولة.
وأضاف: “تمثل كأس العالم 2022 تحدي كبير لنا قطريين لإقامة بطولة عالمية استثنائية تترك إرثاً مستداماً للأجيال القادمة في منطقة الشرق الأوسط، وفرصةً لإظهار الجهد الذي نبذله لضمان تهيئة الأرضية اللازمة لاستضافة البطولة في أقرب وقت ممكن، فقد أكدنا لوفد الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي زار قطر مؤخراً أن بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 ليست مجرد مخطط على الورق وإنما باتت واقعاً ملموساً يتجسد على أرض الواقع يوماً بعد آخر، بفضل الجهود التي تبذلها جميع الجهات المعنية لاستضافة بطولة لا تُنسى تُسهم في تقريب شعوب الشرق الأوسط من بعضهم وفي مد جسور التلاقي والحوار بين الشرق والغرب“.
وأشار الذوادي أن خطط قطر لاستضافة كأس العالم 2022 لكرة القدم تتضمن 12 ملعباً صديقاً للبيئة خالياً من انبعاث الكربون، ستسخر جميعها قوة أشعة الشمس لتوفير بيئة باردة للاعبين والمشجعين، من خلال تحويل الطاقة الشمسية إلى تيار كهربائي سيتمّ استخدامه لتبريد اللاعبين والمشجعين، وعندما لا تقام المباريات فان المنشات الشمسية في الملاعب ستصدر الطاقة على شبكة الكهرباء وخلال المباريات ستستخلص الملاعب الطاقة من الشبكة، وسيتم إزالة الأجزاء العلوية من المدرجات في تسعة من الملاعب بعد انتهاء الدورة. أحدها، ملعب ميناء الدوحة، سيكون متحركاً بالكامل، وسيتمّ تفكيكه عقب انتهاء كأس العالم. خلال المسابقة، ستكون سعة معظم الملاعب بين 40 و50 ألف متفرج، بالإضافة إلى ملعب أكبر سيستضيف المباراتين الافتتاحية والنهائية. عندما تنتهي المسابقة، ستبقى الأجزاء السفلية من المدرجات في قطر. ستكون الملاعب الصغيرة، القادرة على استقبال بين 20 و25 ألف متفرج، مناسبة لكرة القدم ورياضات أخرى، وستُرسل الأجزاء العلوية من المدرجات إلى الدول النامية، التي ينقصها عادة ما يكفي من البنية التحتية الكروية. نعتقد إن إرسال الملاعب إلى الدول النامية هو جزء رئيسي، ما سيسمح بالمزيد من تطوير كرة القدم على الساحة الدولية.
من جانبه.. قال المهندس غانم الكواري، مدير إدارة المنشئات الرياضية في القسم الفني باللجنة العليا للمشاريع والإرث، أن قطر عرفت استخدام تقنية تبريد الملاعب منذ قرابة العشر سنوات، وذلك في إستاد جاسم بن حمد بنادي السد، لكن الجديد فيما يتعلق بتقنية التبريد في الملاعب المرشحة لاستضافة كأس العالم أنها صديقة للبيئة من خلال استخدام تقنية الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة، وأشار أن من أهم التحديات التي نواجهها في اللجنة العليا للمشاريع والإرث هي تصميم هذه الأنظمة، بحيث تضمن توفير درجات حرارة ملائمة للاستادات الضخمة التي ستكون مليئة بالمتفرجين وفي الوقت ذاته تُلبي معايير الحفاظ على البيئة وشروط الاستدامة، بالإضافة إلى الالتزام بالميزانية والوقت المحدودين، ويعمل الفريق الفني في اللجنة العليا بالتعاون مع الشركات المتخصصة لتطوير تقنية مبتكرة تُلبي كل هذه المعايير بالإضافة لكافة المتطلبات المتوقعة من الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا.
وأوضح المهندس الكواري أن قطر بإمكانها بكل بساطة أن تُقرّر بناء أسقف قابلة للطيّ للملاعب وتحل بذلك مشكلتها في عملية التبريد، لكنها اختارت البحث عن حل إبداعيّ يُشكّل ثورةً في المجال التقنيّ والهندسيّ. مبيناً أن القرار بعدم استعمال الأسقف القابلة للطي سببه أن كرة القدم رياضة تمارس في ملاعب مفتوحة ضمن متطلبات ومعايير معروفة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولذلك يتم البحث عن حلول هندسية في هذا المجال لنتمكن من استضافة الحدث الرياضي في فصل الصيف دون تغيير جذري في أجواء المباريات التي اعتادت الجماهير عليها في مختلف بطولات كرة القدم حول العالم.