
عقد وزير الخارجية عادل الجبير، مساء الأحد، مؤتمرًا صحافيًا مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس في مقر وزارة الخارجية بالرياض، وصفه بالإيجابي والبناء، وأبدى تقديره لدور الأمم المتحدة في ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية وبناء القدرات وإيجاد الحلول للنزاعات.
وقال الجبير “تحدثنا خلال اللقاء عن خبرة المملكة مع الأمم المتحدة في عقد الخمسينات والستينات حينما قدمت الأمم المتحدة المساعدات والدعم للمملكة في موضوع المياه، والمجال الطبي، والتعليم، والتنمية، وهذا محل تقدير بالنسبة للمملكة وهو أحد الأسباب التي تجعل المملكة تكون من أكثر الدول داعمة للأمم المتحدة”.
وأبرز أنَّ “اللقاء تناول الأوضاع في المنطقة خاصة في سوريا والعراق واليمن وليبيا وأهمية إيجاد الحلول للإسلاموفوبيا والإرهاب والتطرف، وكيفية تفعيل مركز مكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة، مهنئاً الأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة تعيينه في منصبه الجديد، متطلعاً للعمل مع معه ومع الأمم المتحدة وجميع مؤسساته في مختلف المجالات التي تخدم مصالح الأمن والسلم والإنسانية”.
وبيّن الجبير أن “العمليات العسكرية في اليمن ليست عشوائية ونلقى دعما كبيرا وليس هناك انخفاض في التأييد الدولي، كما أبرمنا 70 اتفاقا مع الانقلابيين في اليمن لكنهم لم يلتزموا بها”.
ولفت إلى أن “الحوثي وصالح يطلقون الأقوال دون أفعال على أرض الواقع والحرب مستمرة في اليمن بسبب رفض الانقلابيين لقرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية”.
وأوضح وزير الخارجية أن “كل الجهود التي بذلها المبعوث الأممي إلى اليمن فشلت بسبب الحوثي وصالح وأن المملكة وأمريكا تعملان معاً على مكافحة الإرهاب و داعش و القاعدة وتدخلات إيران في المنطقة, وليس هناك جهود سعودية فردية في سوريا وإنما ضمن التحالف الدولي”.
ومن جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن شكره وتقديره للمملكة وقيادتها على حفاوة الاستقبال في زيارته الأولى للمملكة، عاداً المملكة دعامة أساسية للتقارب في المنطقة والعالم، معرباً عن ثقته بقوة وقدرة المملكة بالقيام بدور كبير في العالم حاليًا.
ونوه غوتيريس بالتعاون الكبير بين المملكة والأمم المتحدة، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وتمكين الأمم المتحدة وتعزيز قدراتها في مكافحة الإرهاب مما يمكن الأمم المتحدة للقيام بدور متزايد في دعم الدول الأعضاء في تنمية وتطوير القدرات والأدوات اللازمة لمكافحة الإرهاب بشكل فعال ومكافحة أشكال التطرف والعنف التي تغذ الإرهاب في العالم.
وقال إن “الإرهاب تغذيه جوانب كثيرة، وهناك نقص في الحلول السياسية في عدد من المواقف، فمثلاً في سوريا من المهم أن نقاتل تنظيم داعش، ولن ننجح في مكافحة الإرهاب في هذا البلد إلا إذا كان هناك حل سياسي شامل للشعب السوري، مبيناً أن أحد أهم الأمور التي تغذي الإرهاب، التعبير عن مشاعر الإسلاموفوبيا والخوف من الإسلام والسياسات التي تنتهج نهج الخوف من الإسلام، وقال علينا أن نعمل على مكافحة الإرهاب ونكافح الظروف التي تساعد على هذا الأمر، وأن نضع الحلول الشاملة للوصول إلى المناطق كافة”.
وأثنى الأمين العام للأمم المتحدة بخدمات المملكة في المنطقة ودورها السياسي الكبير كجزء من الحل السياسي في الأزمة السورية، مؤكدا أن الأمم المتحدة تشاطر المملكة المخاوف فيما يتعلق بمخاطر الموقف في دول عدة.