البداية :
أعكف على إصدار كتابٍ عن الإعلام الرياضي خلال 30 عام.. بعنوان “أنا والإعلام ومسيرة 30عام” ٲتحدث فيه عن الفوارق الكبيرة في الإعلام مهارة وتقنية.
نشرت كتابة الشعر قبل الكتابات الصحفية.. وأخفيت نشر القصائد إلا للقريبين.. أخاف من مقولة صاحب صنعتين كذاب.. وديواني “أمل ضامي “سيرى النور قريباً.
أعشق السفر والتشيك وألمانيا وسنغافورة أجمل بلاد زرتها.
رحلات السفر للعمل الإعلامي متعبة.. وٲثيوبيا أسوء بلاد زرتها.
أرتاح في القاهرة ودبي.. ومسقط ٲبهرتني بسحرها.
أحن للماضي كثيراً.. وٲبحث عن أصدقاء الابتدائية والمتوسطة في الخرج.
مدرسة اليرموك ومتوسطة السيح وثانوية الخرج.. دوّنت أجمل ذكرياتي.
كنت هدّاف فريق السليمانية ومعه احتكرنا بطولات الحواري.. والعزيزية كان خصمنا.
ٲجيد تنفيذ الفاولات والبلنتيات بطريقة ريفالينو.
كتاب وفنجان قهوة هي راحتي.. وأحب كتب الفلسفة وعلم النفس.
الزواج قيدني.. وبناتي جنتي في الحياة.
أخي عبد العزيز أبو فياض تاج رأسي تعلمت منه الكثير.. وأكثر من دعمني ماديًا ومعنويًا.
الأمير سعود بن تركي أفضل من تعاملت معه.
أنا خريج “أكاديمية عادل عصام الدين”
من حبي وعشقي للتراث أنشأت متحفًا خاصًا.. جمعت فيه العديد من التراث عرض علي من الأشخاص شراءه ورفضت.. ففيه أجد المتعة ..كيف لا وهو “عبق” الماضي الجميل؟.
مع بناتي لطيفة وغلا وتولين أقضي أمتع اوقاتي.
——————————————————————————————–
المقدمة :
يا أيها الشاب العاشق لمهنة الإعلام.. هل أدلك على قدوة في الإعلام إن قرأت سيرته أيقنت بأني لا أبالغ في قولي.. يا أيها الشاب الإعلامي المبتدئ هل أدلك على طريق في الإعلام إن سلكته حققت كل ما تريد؟، اقرأ سيرة ضيفنا قبل أن تقرأ حواره معنا.. وانظر كيف كان وكيف أصبح.. بعد ذلك تصفح في مسيرة 30 عامًا.. لتجد أنك تقرأ لرجل قاتل في الصحراء من أجل الدفاع عن وطن جاره.. وقاتل في الإعلام ليخدم بلده ودينه.
ضيفنا.. هو ابن الخرج الإعلامي المقاتل والشاعر الجميل بديوانه “أمل ضامي”،
الأستاذ عبدالكريم بن إبراهيم الخريجي
الحوار :
حدثنا عن بداياتك الإعلامية؟
بدايتي في مجال الإعلام قد يكون فيها نوع من الطرافة والغرابة وتختلف عن الكثير.. فكنت منذ الصغر، قبل أنَّ ٲتعلم القراءة والكتابة أتابع صحيفتيْ الجزيرة والرياض، وكانت أختي ٲم إبراهيم، حفظها الله وأمد في عمرها ترسلني إلى المكتبة الشهيرة “أبو حنوس”، أول المكتبات بمحافظة الخرج؛ كي ٲشتري لها صحيفتي الجزيرة والرياض، وكنت أفتح الصحف وأتأمل الصور وأتمنى أن يكتب اسمي أو تظهر صورتي في الجريدة يوماً ما؟!
وأصبحت ٲحلم كل يوم وأنا اشتري جريدتي الجزيرة والرياض، وٲتصفحهما ومع كل صفحة أتمنى أن تكون صورتي واسمي موجودين، وكبرت مع مرور الأيام وكان الحلم مرهقًا لي ومتعبًا كثيرًا، وهذه مقدمة مختصرة.. ٲما البدايات فسوف أسردها بالاختصار نفسه.
لك الحديث .. ابدأ من حيث انتهيت
بالفعل كان الهاجس بمثابة الجاثوم المخيف والمرعب، أتذكر في الصف الثالث الابتدائي، وأنا في مدرسة اليرموك كنت مع الأشبال “الكشافة” وكان يشرف علينا الأستاذ محمد المسعود حفظه الله، وأحضرت مجلة الشبل وكان فيها صورًا لعدد من الأشبال.. ثم بدأت الفكرة وحين رأيت صفحة المشاركات وجدت بها ٲنَّ من يريد وضع صورته وهواياته وعنوانه يرسلها إلى البريد، وبالفعل أرسلتها بظرف في البريد، وبعد عددين ظهرت صورتي في مجلة الشبل ولم تسعني الفرحة وٲعتقد ٲنه لم يبق شخص في مدينة الخرج لم أطلعه على صورتي، كنت أحملها معي 24 ساعة.. وكانت هي الانطلاقة، ثمَّ كررت مشاركتي لمجلة النهضة الكويتية عندما استضافت الممثل الكويتي إبراهيم الحربي، وأرسلت له سؤالاً ورد علي، “شكرًا لك، ولكن لم أجد لك سؤالاً من أجل أن أرد عليه”.. ضحكت كثيراً، ليس مهمًا أن يجيب على سؤالي الذي لا أعرفه.. المهم والأهم أن اسمي ورد في مجلة النهضة.
بعدها, كبر حلمي وبدأت أشارك في المناسبات وكانت معي كاميرًا تصوير فوتغرافية تخصني وكنت أحرص على توثيق الفعاليات ومنها كوّنت أرشيفًا لأكثر من 30عامًا.
قبل أن نكمل الحوار أعلم أنك كنت تعمل في القطاع العسكري فهل الإعلام سبب في ترك العمل العسكري؟
نعم تركت المجال العسكري بعد أن عملت فيه قرابة السبع سنوات خدمة في حفر الباطن، ثم كنت ضمن الجيش السعودي في حرب عاصفة الصحراء في الكويت وعملت في الكويت ثم الخرج وتبوك وشرورة ولدي أربعة أوسمة عسكرية.
والحقيقة أنَّ الصحافة أحد أهم الأسباب، إن لم يكن السبب الرئيسي لتركي لمجال العمل العسكري لأنني كنت أعمل إعلاميًا، متعاونًا بالإضافة إلى عملي العسكري وتلقيت عرضًا “للتفرغ” الإعلامي و قررت ترك المجال العسكري دون تردد، لأنني شعرت أني أمام منعطف هام سيغير كل شيئا في حياتي بما فيها الساعة “البيلوجية” وبالفعل تفرغت للعمل الإعلامي، و من خلال هذا العمل أقدم خدمة لهذا الوطن الغالي.
هل لا زلت متفرغًا في العمل الإعلامي إلى الآن؟
تفرغت للعمل الإعلامي قرابة السبعة أعوام من عام 1418، وحتى عام 1425، عندها شعرت بأن العمل الإعلامي، يأخذ من وقتي الكثير إضافة لتعرضي للكثير من المنغصات في مجال العمل الإعلامي، وعرض عليَّ العمل كمسؤول إعلامي في جهة حكومية وكنت على أبواب الزواج فوافقت بعد أنَّ اشترطت عليهم عدم الاعتراض على عملي الإعلامي أين كان (صحافة، أو إذاعة أو تلفزيون) فتم الاتفاق بيننا لأنني أحببت العمل الإعلامي وفضلت أن أعمل مع الناس وأخرج معهم، وعملي الإعلامي يكون في المساء لأن لأسرتك عليك حق.
وكيف كانت بداياتك مع الإعلام الرياضي؟
قبل أن ٲسرد بداياتي في الإعلام الرياضي أحب أن أشيد بأربعة من رجال الإعلام تبنّوني ورافقتهم حتى أوقفوني على قدمي في بلاط صاحبة الجلالة، ٲولهم الأستاذ عبد العزيز القرناس أبو إبراهيم، مهما قلت فلن أوفيه حقه فهو من علمني مسكة القلم، وكذلك الأستاذ إبراهيم القرناس هو الآخر، هذان الاثنان هما من اكتشفاني وأخذا بيدي عبر صحيفة الرياضية، وملحق الملاعب الرياضية في صحيفة المدينة، مهما قلت فلن ٲوفيهما حقهما.
وكذلك الأستاذ الفاضل عادل عصام الدين والأستاذ فهد القحطاني، هم من وقفوا معي في بداياتي وهناك أناس كثر تعاملت معهم ووقفوا معي كثيرًا أدين لهم بالفضل أيضًا، كيف اكتشفوك ؟ كنت محبًا للكتابة والقراءة، وأشارك دائما في صفحة (أصدقاء الحرف) في جريدة الرياضية التي يشرف عليها الأستاذ عماد عبدالدائم – الله يذكره بالخير- وكذلك في جريدة المدينة، وكانت تنشر لي بكثرة.. رشحني الأستاذ عبد العزيز القرناس لمجلة عالم الرياضة وتحدث لرئيس التحرير الأستاذ الفاضل عادل عصام الدين الذي مهما قلت وقدمت له لن أوفيه حقه، فهو من أضاء لي الطريق في الدخول لاحتراف “الصحافة الرياضية” بقنواتها المتعددة ورقيًا وإذاعيًا، وتلفزيونيًا وحتى في الإعلام الحديث.. وأبو لمى (أكاديمية إعلامية) خرّجت العشرات من الإعلاميين، ومن وجة نظري هو أفضل رئيس تحرير تعاملت معه.
وفي بدايتي في عالم الرياضة، بدأت مع مجلة عالم الرياضة من الأعداد الأولى عام 1992م وأعد من المؤسسين لهذه الصحيفة وكنت أذهب لتغطية المعسكرات للمنتخبات والأندية، وكنت أذهب من الخرج بصفة شبه يومية ٲحمل جهاز التسجيل وكذلك الكاميرا الفوتوغرافية، وكنت عزمت بأن ٲتخصص في مجال الحوارات وكذلك التقارير والتحقيقات وكان ذلك بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ثم بالدعم الذي ٲجده من الٲستاذين عادل عصام الدين وعبد العزيز القرناس اللذان كانا يتابعانني عن كثب.
استمريت في ذلك إلى أن طلب مني الأستاذ عادل عصام الدين الالتحاق بمكتب الرياض وتم تثبيتي براتبٍ شهري بعد أن أثبت وجودي ولله الحمد ..وأتذكر جيداً كلمات الأستاذ عادل عصام الدين عندما قال لي :”لديك طاقة وحب للعمل الإعلامي ووجودك في محافظة الخرج لن يفيدك لكونه لا يوجد الا نادي الشعلة درجة أولى, اذهب للرياض فالمجال واسع وٲنا ٲحتاج لشخصٍ مثلك “.. وبعد فترة وجيزة كُلفت بإدارة مكتب مجلة عالم الرياضة بالرياض لكونها كانت تصدر من جدة…لكنني اعتذرت وأصر عادل عصام الدين علي أن استلم إدارة المكتب. وكيف رأيت إدارة مكتب مجلة مشهورة مثل عالم الرياضة؟ الأستاذ عادل عصام الدين كان يقول لي نحن يهمنا أندية الرياض بالدرجة الأولى .. من هنا أحسست بجسامة المهمة .. خصوصاً وٲنك تدير صحفيين أصحاب ميولٍ ـ وٲمزجة ـ مختلفة.. حاولت الاعتذار في العديد من المرات، ولكن أبو لمى كان يرفض في كل مرة. واستمرينا في عملنا وكنا نحقق الٳنجاز تلو الآخر..
وتركت مجلة عالم الرياضة بسبب سوء تفاهم بسيط مع رئيس التحرير، والتحقت بصحيفة الاقتصادية ثم الرياضية، بعد ذلك عملت مذيعًا للأخبار الرياضية في إذاعة m.b.c.fm وفي الوقت نفسه في برنامج صدى الملاعب حين كان يعرض من الرياض مع الزميل محمد الشهري.. ثم عملت في العديد من الصحف بعد أن تركت التفرغ الإعلامي وعملت بوظيفة حكومية كأخصائي علاقات إعلامية.. وأصبح الإعلام عملًا ثانويًا.
عملت في العديد من الصحف وتنقلت في وقتٍ قياسي! كيف ترى تنقّل الإعلامي بين الصحف؟
التنقل بين وسائل الإعلام أياً كان من قنواتها “صحافة ـ إذاعة وتلفزيون ــ إعلام حديث”.. هو سلاح ذو حدين، كانت العروض تأتيني وبمميزات مالية أفضل من قبل, وكنت أتنقل أيضًا؛ كي أتعلم من مدارس مختلفة في الصياغة.. لكن ربما تؤثر في مستقبلك من حيث أن تتبوٲ مكانة أو مركزًا، وهذا ما حدث لي بالفعل.
هل لك أن توضّح أكثر؟
أتذكر أن ٲحد الزملاء الإعلاميين قال لي أنت متميز عندما كنت في الصحافة، لكن كثرة تنقلاتك أضرتك كثيرًا والعديد ممن كان معك تحصلوا على مراكز مدراء تحرير ونواب ومنهم رؤساء تحرير.. قلت أن هذا لم يكن هدفي ولم أعره أي إهتمام.
ماذا تقصد؟
ٲتحدث معك بصراحة متناهية الإعلام لدينا يدار بالعلاقات وبمزاجية رؤساء التحرير وبحسب قربك منه، وبعض رؤساء التحرير ونوابهم يترجونك للعمل معهم ويفاوضونك ويرسلون من يتوسط بينكما وبمجرد أن تبرم العقد معهم ترى تحولاً جذرياً في التعامل وكأنك تشتغل في مؤسسة يمتلكها هو.
هل مررت بهذه المواقف؟
نعم مررت بها في أكثر من صحيفة، ولكنني ٲخرجت نفسي بتقديم الاستقالة.. وٲتذكر أن ٲحد رؤساء التحرير تلفظ علي بلفظ سيئ وشبهني بـ “الحيوان الناطق”، وعندما قدمت استقالتي وشاهدني أقدم ٲحد البرامج التلفزيونية المباشرة عبر التلفزيون بعد استقالتي بيومين، أرسل لي مدير التحرير يفاوضني للعودة للجريدة براتب مضاعف.
وكيف كان ردك؟
رفضت العودة لتلك الصحيفة.. وكان رئيس التحرير إياه ٲرسل لي العديد من الزملاء وفاوضني شخصيًا من أجل العمل معه في تلك الصحيفة وبالفعل حضرت، لكنني ندمت على العمل في تلك الصحيفة التي عملت فيها قرابة الثلاث مواسم.
كيف ترى العمل الإعلامي الآن ؟
الساحة الإعلامية تعج الآن بالإعلاميين وفيهم “الغث والسمين”، والجميع أصبح إعلاميًا بما فيهم إعلام المواطن.. “الشخص الذي يكتب ويرسل عبر وسائل التواصل الإعلامي المختلفة”.. ناهيك عن ندرة الدورات التي تقدم للإعلاميين.. فوضى عارمة تعج بها الساحة الإعلامية” بمختلف فئاتها وقنواتها.. تحتاج “للتنقيح”.
ٲلم تلتحق بمجال إعلامي غير الصحافة الرياضية؟
بل عملت في الإعلام بمختلف مجالاته الأدبية والثقافية والاقتصادية والمحليات.. فقط المجال السياسي هو الذي لم ولن أكتب فيه ولا يتوافق مع ميولي المهنية والصحفية.
كيف ترى الإعلام الرياضي الآن؟
مفخخ ومدجّج بالتعصب تجاوز الخطوط الحمراء.. لدرجة أنك تسمع كلامًا عبر شاشات التلفاز لا تسمعه في الشوارع.
هل ندمت على دخول المجال الإعلامي؟
لا أبدًا، لم ولن أندم فكل رحلاتي ومحطاتي في الإعلام تحمل في ذاكرتها مواقف جيدة تفوق المواقف السلبية، مع أنني ومنذ أكثر من 10 سنوات ابتعدت عن مجال الكتابة الصحفية الرياضية الداخلية وبدأت أمثل الإعلام السعودي خارجيًا.
وماهي الصحف التي عملت فيها خارجياً؟
قبل قرابة عشر سنوات كنت مسؤولاً لمجلة عيناوي الإماراتية وعملت مراسلاً لقناة قطر.. وعملت رئيس تحرير للملف السعودي لمجلة سوبر الإماراتية قرابة أربعة مواسم، بالإضافة إلى تكليفي بمسؤولية الشريط الإخباري لقناة ٲبوظبي الرياضية.. وعملت محللاً وناقد لقناة المستقبل اللبنانية في أحد أقدم البرامج الرياضية على المستوى العربي وهو برنامج “ضربة حرة”، وتفاجأت بأنهم رشحوني كمحلل ٲول للقناة رغم وجود نخبة من المحلليين الكبار من نقاد ولاعبين ومدربين سبقوني في هذا المجال.
كيف وجدت الفرق عندما عملت بالإعلام خارج السعودية؟
فرق كبير في كل شي, في التعامل، واحترام كتاباتك والتعامل المثالي وعدم بخسك وحفظ حقوقك الأدبية والنصية والمادية! هم يهتمون بالانتماء للمنظومة والرقي في التعامل أكثر من جماعتنا هنا الذين يعتمدون على “خذوه فغلوه”.
نحاورك عن عملك في الإعلام صحافة وإذاعة وتلفاز وإعلام مقروء! كيف استطعت الجمع بينها؟
أولاً وأخيراً هو توفيق من الله عز وجل.. ثانيًا كثَّفت من الدورات الإعلامية التي أخذتها سواء داخل أو خارج المملكة، فخلال عملي الإعلامي الذي يقارب الـ 30 عامًا تحصلت على أكثر من 87 دورة إعلامية مختلفة.. فضلًا عن أنني ٲحمل عضوية الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية وكذلك عضوية الاتحاد العربي للصحافة الرياضية وعضوية ملتقى إعلاميي الرياض 2017م.
فالتواضع وحب التعلم وحب المغامرة هي السبل التي تؤدي ٳلى النجاح، وكما قيل “لا تنتظر الفرصة.. اصنعها أنت”.. ومجال الإعلام بحر كبير من لا يعرف العوم فلا يجازف، فلربما يغرق ولا يجد من ينقذه. كذلك من يجدّف وحيداً ربما لن يصل ولو وصل فسيكون وصوله متأخراً.. فلا بد من الإشارة والاستشارة في البدايات حتى يلحق بالركب ومن ثم يبدأ مسيرة الألف ميل كتابة والتي تبدأ بحرف ونقطة.
ٳلى أين وصلت بالإعلام؟
الإعلام وصل بي لمرحلة الإدمان فوظيفتي الحكومية إعلامية لكوني أعمل أخصائي علاقات عامة وإعلامية لصندوق تنمية الموارد البشرية.. وكتابتي الصحافية وعملي في مجال التلفزيون محللًا وناقدًا للقناة الرياضية السعودية.. وفي الٳعلام الحديث لكوني مسؤول تحرير للملف السعودي لمجلة سوبر الإماراتية. وكذلك وسائل التواصل الاجتماعية بما فيها تويتر والسناب شات، وتقول أين وصلت..؟ الإعلام يأكل ويشرب معي.
من وجهة نظرك أيهم أصعب الصحافة أم الإذاعة أم التلفزيون؟
لكل منهم نصيبه من العناء والتعب وإلا لما سميت الصحافة بمهنة البحث عن المتاعب! أما أنا فٳنني أرى بأن المجال الإذاعي فيه شي من الصعوبة، تليه الصحافة، أما الأسهل لدي فهو التلفزيون وبخاصة البرامج المباشرة.
وماهي أصعب المواقف التي مررت بها في مجال عملك الإعلامي؟
المواقف كثيرة جداً، والإعلامي يتعرض لها بشكلٍ مستمر.. لكن من أصعب المواقف هو عندما كنت أقدم برنامج “زيارة” للتلفزيون، وبعد أن قمنا بتسجيل الحلقة وبقي المونتاج اتصلت بالمخرج وكان جواله مقفلاً، سألت عنه بالتلفزيون فقالوا أنه تزوج وفي شهر العسل. بحثت عن مخرج منقذ فلم أجد وكان من يمنتج الحلقة هو متعاون وطالب جامعي ليس “محترف” فجلست معه وقمنا بـ “عصف ذهني” حتى أخرجنا المادة.. وبعدها أخرجت أنا أكثر من 10 حلقات حتى عاد المخرج من شهر عسله. الموقف الآخر : هو أنني ذهبت لإخراج فيلم عن العمل في “سنغافورة” وكنت أنا المصور والمخرج وكاتب السيناريو أو النص، وكانت معي ثلاث كاميرات واشتريت العديد من الأغراض الخاصة بالتصوير من جدة ولم استطع إدخالها مع الحقائب لكونها شحنت لداخل الطائرة، فحملتها في كيس بلاستك وعندما وصلنا مطار شنغهاي بسنغافورة وركبنا الباص ووركبنا الباص ووضعتها بالأعلى وعندما هممنا بالنزول سحبت الكيس وذهبت للفندق وٳذا به كيس يشابه الكيس الذي كان معي ولكن به أنواع من الحلويات لٲحد الزملاء، عدنا للبحث عن الكيس واتصلنا بصاحب الباص من الغد وٳذا هو يخبرنا بأنه لم يجد الكيس فكان لا بد من شرائها من سنغافورة مرة أخرى ولكن بضعف سعرها في جدة بأكثر من خمس مرات.
عُرفت بقربك وصداقتك للاعبين وبخاصة سامي الجابر! حتى أنك تجاهر بذلك؟
نعم سامي الجابر أخي وصديقي وحبيبي.. ٲبو عبد الله له مواقف معي لا تنسى و صداقتي به لم تنفعني إعلامياً.
كيف ذلك؟
أعلم عن سامي الجابر الكثير من الأمور ومعرفتي به منذ أن كان لاعباً قبل أكثر من 18 عاماً كان يرفض أن أكتب عنه ولو حرفاً واحداً، ويقول لي دائماً :”يا عبد الكريم الجميع يعلم بأنك صديقي وتجلس معي كل يوم، ولو كتبت شيئاً لقالوا سامي هو من طلب ذلك”.. كنت أمتعض كثيراً عندما أراه يصرح ويجري اللقاءات للإعلاميين الآخرين.. لكنني استجبت مكرهاً لطلبه.. معتبراً أن هذه ضريبة “الصداقة”.
ذكرت أن الكابتن سامي الجابر يرفض أن تتحدث عنه وتثني عليه باعتباركما أصدقاء، هل هذا يعني صعوبة انتقاده في المقابل فيما لو استحق الانتقاد بحكم الصداقة؟
رفض الحوارات أو التصاريح أو أي شيئ يتحدث عنه كان عندما يتحدث للإعلاميين أقف معهم وأقول له أما هذه فلا تستطيع منعي منها وبرحابة صدر.. سامي شي ثاني.. وجابر عثرات محب وكان يضحك …أعلم عن سامي الكثير من أموره الخاصة لذا هو يؤمنني عليها.. ومن باب الصدق أنا لا أخون تلك الأمانة ..لكن هذا لا يمنع أن نتشاور ونتشارك في الرأي, وكثيراً ما عاتبته وعاتبني واستشرته وشاورني, فصديقك من صدقك لا من صدقك.. وكان يتقبل ذلك.
طالما أننا نتحدث عن سامي الجابر، فما مدى صحة ما تناقله البعض في فترة سابقة, بأن الجابر تعرض إلي السحر وشفي منه سريعاً؟
سوف أصدقك في ذلك.. أنا قلت لسامي “شكلك والله مسحور.. فأنت لست سامي في الملعب”.. فرد علي : “عبدالكريم لا أسمع منك هذه الكلمة مرة أخرى ” هذا رد سامي إذا أردت أن تعرف ذلك ..لكن سامي محافظ على صلاته وعلى ورده اليومي.. ومن يتوكل على الله فهو حسبه, لكن سامي أصيب بصغره قبل الالتحاق بالمجال الرياضي أصيب بالعين ورقى عند شيخ بالقصيم وشفى ولله الحمد.
هل لك مواقف مع سامي الجابر؟
المواقف كثيرة جدًا ففي إحدى المواقف أعطاني قميصه موقعاً عليه ومعه رسالة، قلت له ما هذه؟ قال : “وصلتني رسالة عبر بريدي من شخص بالخرج يطلب قميصي موقعاً، وبما أنك من الخرج خذ القميص ووصله له وبلغه سلامي”.. قلت له هل تعرف هذا الشخص؟ فرد سامي : ” لا والله ولكن رجل تعب وكتب رسالة وٲرسلها لي ٲلا استجيب له؟”.
وحقيقةً هذا ديدن سامي وبالفعل كان رقم جوال الشخص على الرسالة فاتصلت عليه وواعدته وٲعطيته القميص مع تحيات سامي وسلامه عليه وكان من عائلة المحمود ٳن لم تخني الذاكرة.
الموقف الآخر يوم زواجي حددته في يومٍ ليس فيه مباراة للهلال لرغبتي بحضور مجموعة كبيرة من اللاعبين الذين تربطني علاقة بهم، ولكن المدرب طلب مباراة ودية في ذلك اليوم ولعب سامي أساسياً، وبين الشوطين طلب سامي تغييره فخرج من النادي وذهب لمنزله وأبدل ملابسه وحضر للقاعة وبعد أن سلم علي نسي الحضور أنني العريس والتفوا على سامي الجابر.. وٲذكر أن ٳحدى الصحف كتبت : “العالم التفت ٳلى الجابر ونسي العريس الخريجي” ، وكان موقفاً رائعاً ومؤثراً بداخلي.. سامي كبير في كل شي.. وٳن ٲردتم معرفته أكثر اسألوا الجمعيات واللجان الخيرية وستعرفون عنه أكثر، ولعلي أذكر موقفاً آخر لسامي أيضاً أثر بداخلي كثيراً.
وماهو هذا الموقف؟
أتذكر بأننا كنا نجلس في الاستراحة نلعب بلاي ستيشن 1 بداية نزوله للأسواق ودخل سامي، ولأول مرة يشاهده .. سأل عنه فٲبلغناه بأنها لعبة إلكترونية فطلب من ابن عمه والمسؤول عن أموره شراء أكثر من عشرة أجهزة من بلاي ستيشن وأعطاه إياه.. جلست بجوار سامي وسألته عن تلك الأجهزة فرفض إجابتي وبعد إلحاحٍ أخذني الفضول كثيراً.. فأخبرني بأنها لأولاد من عائلة فقيرة.. وقال لي : “يا عبد الكريم أنتم تلعبون وتتسلون بهذه ٲليس لهم حق بأن يتسلوا مثلكم..؟” صمتّ وأكبرت هذا في سامي.. مواقفه الإنسانية كثيرة.. وهذا من فضل الله عليه.
بالتأكيد المواقف الإعلامية لديك كثيرة.. ماهي ٲبرز تلك المواقف؟
أصعب تلك المواقف كان في نهائيات كأس العالم 2002م..وكنت مكلفاً بإعداد وقراءة الأخبار الرياضية لإذاعة الـ mbc..fm وكان الزميل الإعلامي حيدر الوتار مسؤولاً عن الأخبارالرياضية في تلفزيون mbc .
وقبل بداية المونديال بأربعة أيام، توفيت والدتي “رحمها الله” فحاولت الاعتذار وطلبت بأن توّكل المهمة للزميل حيدر الوتار أو لأي من الزملاء لكن الشيخ عبدالٳله آل براهيم رفض وأصر بأن أقوم أنا بإعداد وقراءة الٲخبار على إذاعة mbc fm كنت حزيناً ومشتتاً ذهنياً، حاولت جاهداً ونجحت إلى حدٍ جيد.. وكانت هناك أخطاء كنت أعلم بها من الزملاء بعد نهاية النشرة لأنها كانت مباشرة.. وكان الشيخ عبدالٳله آل ٳبراهيم طلبني لتنفيذ برنامج أسبوعي ساخن عبر الإذاعة ولكن البرنامج ٲلغي بسبب انتقال مجموعة الـ MBC من لندن إلى دبي.
لماذا تركت التعليق الرياضي ؟
التعليق كان أحد طموحاتي الإعلامية، وسبق أن قمت بالتعليق على العديد من المباريات وسبق أن عرض أحد الإعلاميين اسمي على الأستاذ القدير زاهد قدسي رحمه الله.
وطلبني الأستاذ زاهد قدسي وعمل لي جلسة مطولة ومقابلة شخصية أبان البطولة العربية التي حققها الهلال عام 2000م، وطلب مني التعليق على مباراتين مختلفتين “مباشرة”.. وتسجيلها في شريط كاسيت وتسليمها له من أجل اعتمادي معلقاً رياضياً وبالفعل قمت بتسجيل حلقتين مباراة للهلال وأخرى للنصر من داخل الملعب ولكن القدر كان أسرع من أن أسلم الأستاذ زاهد قدسي الشريط حيث توفاه الله..
وبوفاته رحمه الله انتهى مشروعي التعليقي.. وكانت لدي تجارب عديدة حيث كنت أعلق على جميع المباريات التي تقام في الخرج بالكاميرات الخاصة لنادي الشعلة أبان لعبه بالدرجة الأولى أو الممتازة في ذلك الوقت.. وكانت بمثابة التدريب لي وكنت أبحث عن تطوير نفسي من مباراة لأخرى.. ولازلت أحتفظ بها إلى الآن.
عملتَ في لجان مختلفة للمناسبات الرياضية.. كيف ترى ذلك؟
نعم عملت في العديد من اللجان الإعلامية في المناسبات الرياضية سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، العمل متعب وشاق ولكنه يبقى ليسجل لك التاريخ ذلك في سجلك وسيرتك الذاتية..
وخدمت المنتخب في بطولات عدة منها بطولة الخليج وكذلك بطولة القارات وخدمة نادي الهلال كذلك في البطولة العربية عام 2002م والتي تحصل فيها الهلال على البطولة ٲمام النصر بهدف عن طريق ضربة الجزاء لعبد الله الجمعان، وكذلك في البطولة الآسيوية التي تحصل عليها الهلال ٲمام جابليوالياباني، وكذلك في العديد من البطولات من حيث إدارة المركز الإعلامي للبطولة أو التنسيق بين اللجنة المنظمة واتحاد تلك البطولة لقد تبقى لها “عبق” جميل.
ٲلم تُعرض عليك إدارة المركز الإعلامي لٲحد الأندية؟
سبق وأن تشرفت بإدارة العلاقات العامة والمركز الإعلامي لنادي الشعلة الذي مثلته كلاعب لكرة اليد، وكذلك السباحة، وٳدارياً لأكثر من لعبة..
ٲدرت العلاقات العامة للنادي وكذلك المركز الإعلامي لأكثر من 14 عاماً.. وكنت المذيع الداخلي للمباريات التي تقام بمحافظة الخرج .. وبعد انتقالي لمدينة الرياض، ابتعدت جسداً وبقي الشعلة بقلبي.. متابعاً ومحباً ومشجعاً.. ولم يبعدني عنه إلا ظروف العمل.. عُرض علي العمل في المركز الإعلامي لنادي الهلال “كثيراً” أبان رئاسة الأمير سعود بن تركي، والأمير بندر بن محمد لكنني رفضت ذلك.
لماذا رفضت العمل في المركز الاعلامي لنادي بحجم الهلال ، في الوقت الذي قبلت بالعمل لنادي في الدرجة الأولى ولمدة 14 عام ؟
العمل في الأندية الكبيرة متعبٌ وشاق ويحتاج لجهدٍ وتفرغٍ تامٍ.. وبالنسبة لي ظروفي العملية والخاصة لا تسمح لي أبداً بالعمل في الأندية على أقل تقدير في الوقت الراهن.
كيف تقيّم البرامج الرياضية في الوقت الحالي ؟
بعيداً عن الدبلوماسية والمجاملة وسبق أن قلتها في أكثر من مناسبة.. حلاوة الرياضة “التعصب” وأقصد بذلك التعصب المحمود الذي لا يسلب حق ولا ينتقص من الآخرين ولا يتجاوز الخطوط الحمراء العريضة.
لك أن تنتقد وأن تتفاخر بفريقك وانتصاره وانجازاته وفوزه على غريمه بحدود.. لكن ما نراه من الكثير من البرامج الإعلاميين تحولوا “لمشجعين” و”متعصبين” وصل لدرجة الغثيان .! لعل الخطوات التي انتهجتها الدولة ستحد من هذا “الغثاء الذي تحول “لظاهرة” وساهم في تأجيج التعصب وخاصة لدى صغار السن.
وحقيقةً ما يؤلم أكثر أن يعاقَب زميل مهنة فهي بحقك مشينة أيضاً.. نتمنى أن ترتقي البرامج وبخاصة في القنوات التجارية التي تبحث عن الربحية بجذب أكثر عددٍ من المشاهدين من
أجل الإعلانات التجارية وخلافها, المشاهد والمتلقي يفهم أكثر من الإعلامي نفسه ويفوقه معلومة وذوقاً.
من أفضل من تعاملت معه في مجال الإعلام؟
من تعاملت معهم كثر وللعديد منهم فضل علي.. لكن هناك شخص يعد “أكاديمية “في الإعلام يعلمك ويشجعك ويقف معك ويزيل جميع الفوارق بين الرئيس والمرؤوس لم أجدها في مجال الإعلام.. إلا في شخصٍ واحد فقط مع احترامي الشديد للجميع بدون انتقاص لحقهم…سأجيبك قبل أن تسألني من هو الأستاذ الفاضل والقدير عادل عصام الدين هذا الشخص مهما تحدثت عنه فلن أوفيه حقه وقف معي وساندني وعلمني وشجعني إلى أن ٲوصلني إلى ما وصلت إليه، ولولاه بعد الله لما وصلت لذلك.. فأنا مدين له ما حييت.
أراك تتحدث عنه بحماس كبير؟
أنا عملت في العديد من الصحف وتعاملت مع مسؤولين من رؤساء تحرير ونواب ومدراء تحرير ومسئولين كثر.. لكن لا يوجد مثل الٲستاذ عادل عصام الدين أبداً، يتعامل برقي ويقف بجانبك ويساندك في كل صغيرة وكبيرة ويحفزك كثيراً.. ليس لي فقط بل لكل من يعمل معه، تخرج على يده العشرات من الإعلاميين في مجال الصحافة والإذاعة والتلفزيون.. سيجيبونك بأنه الأفضل بدون منازع.
طموحك المستقبلية إعلاميًا.. إلى أين؟
إعلامياً أنا الآن اعتُمدت كمدربٍ إعلامي ولله الحمد، ولدي أربع حقائب تدريبية في مجال الصحافة “المهارات الصحفية” المتنوعة وكذلك في مجال استراتيجيات العلاقات العامة والإعلام وغيرها.. وأسعى لتطوير نفسي في هذا المجال كثيراً.
كيف اتجهت للتدريب طموح أم هواية؟
التدريب لم يكن يراودني في أي يوم رغم أني حصلت على العشرات من الدورات التدريبية.. لكن في الكثير من الدورات التدريبية “الإعلامية”.. حصلت على المركز الأول، وكان أكثر من مدرب قد رشحني بأن أحصل على دورات تدريبية، منهم المدرب الأردني الشهير يحي شقير، وكذلك المدرب البحريني منير عبد الرحمن، وكذا مدرب سعودي أيضاً.
أجمل إشادة حصلت عليها في المجال الإعلامي؟
الحمد لله حظيت بنقدٍ وبإشادات كثيرة, لكن لقاء سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ومصافحته كانت وسام فخرٍ وإعتزاز،
فأنا خريج مدرسة الأمير أحمد بن سلمان “رحمه الله” وأسكنه فسيح جناته.. وكذلك الأميرفيصل بن سلمان عندما كان رئيسًا لمجلس إدارة الشركة السعودية للأبحاث والنشر..فقد عملت فيها قرابة الـ (14) عاماً, متنقلاً بين صحفها اليومية ومجلاتها الأسبوعية والشهرية ولهما الفضل فيما وصلت إليه ولله الحمد.
من هو الشخص الذي تحمل له فضلاً عليك؟
أي إنسان أسدى لي نصيحة أو أهدى لي عيباً, له جميل علي ..
لكن أخي المهندس والمحامي عبدالعزيز “أبو فياض” هو قدوتي وله جميل عليً طيلة حياتي..لي ولجميع أفراد أسرتي, فهو قائد ماهر في قيادة الأسرة وأسرتنا “محظوظة” بوجوده..
أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية وأبقاه ذخراً وفخراً لنا فهو سندنا وعصب عائلتنا
دعنا نتحدث عن الثقافة الجديدة لدى شبابنا في متابعة الدوريات العالمية ، التي أصبحت أكثر من متابعة المسابقات المحلية ، كيف يمكن تحليل ذلك ؟
هذه ثقافة كروية تتبناها جميع الشعوب وظاهرة كروية أعتقد أنها صحية ! لكن لست معك بابتعاد الجماهير السعودية عن متابعة أنديتها ..هي باقية لكن حضورها للملاعب ..”قل كثيراً” لعدة أسباب.
وماهي تلك الأسباب! في رأيك؟
أمور عدة من وجهة نظرٍ خاصة أولاً هي دخول ثقافة جديدة بمتابعة الأندية الأوربية.
ثانيا :تعلق بعض الجماهير بعدد من النجوم العالميين ومحبتهم لهم .
ثالثاً: ملل الجماهير السعودية من النتائج المخيبة لمنتخباتنا الوطنية ولأنديتهم المفضلة وبعدها عن البطولات.
رابعاً: اعتزال العديد من النجوم البارزين الذين كانوا “أساطير” في أنديتهم ومنتخباتنا الوطنية وتعلق الجماهير بهم.
خامساً: ارتفاع أسعار التذاكر.. من قبل الأندية وكذلك الزحام بسبب أقفال العديد من الطرق بسبب القطار أو غيرها وبخاصة في المدن الكبيرة وعلى وجه التحديد الرياض وجدة.
سادساً: الطقس أما حرارة شديدة أو بردٍ قارس أو رطوبة في اشتدادها وهذه احد أهم الأسباب ..فهناك من يقول أجلس أمام شاشة التلفاز ومعي القهوة والشاي والإعادة والاستماع للتحاليل الفنية.. أفضل من الظروف المناخية القارسة.
سابعاً: تزامن مواعيد أكثر من مباراة في وقتٍ واحد وبخاصةٍ.. مع المباريات للدوري الأوروبي ومنهم من تزامن المباريات مع مواعيد خاصة او مواعيد أعمالهم او انه حضر متأخراً من عمله.. وبالتالي الجلوس في المنزل او الإستراحة بالنسبة لهم أفضل.
وهل أنت متابع للدوري الأوربي! وأي الفرق تتابعها؟
نعم أنا متابع من زمن طويل للدوريات الثلاث الأقوى الإنجليزي والإيطالي والأسباني ولكل منها أعشق فريق للأسف فريقي الأرسنال خيب الأمال ولم يعد الأرسنال السابق أيام هنري وكانوا وولترد وغيرهم ..سوء الحظ يلازمه وأعتقد بأن مدربه أرسين فينغر تسبب في تدهور الفريق رغم وجود كوكبة من النجوم امثال مسعود اوزيل واليكس شانشيز ولوران كانشليني وغيرهم اعتقد لو حضر مدرب أخر لتغير الحال واعتقد بأن الموسم القادم سيكون مغايراً مع رحيل فينغر.
أما الفريق الأخر أي.سي.ميلان هو الأخر ينطبق عليه ما قلناه عن الأرسنال فنحن نريد الميلان السابق عهد خوليت وفان باسن وريكارد وكذلك الجيل الذي تلاه عهد ريكوستا وشيشفشنكو ومالديني وديدا والجيل الذي تلاهم ايضا قاتوزو وسيدورف وانزاقي وكاكا وغيرهم.. لكن مع شراء الصينيين الميلان سيعود كما كان الموسم القادم…اما الملكي الأسباني ريال مدريد فهو الوحيد الذي اسعدني واسعد الكثير.. كل شيئاً فيه حلو.
أين عبد الكريم الخريجي من دعم أندية الخرج إعلاميًا لا سيما بعد مغادرتك إلى الرياض، من وجهة نظري أراك مقصر مع رياضة المحافظة إعلاميًا؟
نعم كلامك صحيح وأعترف بتقصيري في السنوات الأخيرة, لأنني بالسابق كنت أعمل في الصحف المحلية كنت أكتب كثيراً عن رياضة الخرج “لاعبين وأندية” حتى اللاعبين الناشئين والأندية البعيدة عن الأضواء..لكن منذ عدة سنوات ابتعدت عن الصحف السعودية وأصبحت أعمل لصحف خليجية كمجلة عيناوي وسوبر الإماراتية والشريط الإخباري لقناة أبوظبي الإماراتية, وكان هناك عقد بيني وبينهم بعدم التعاون أو التفرغ للصحف السعودية.
السبب الآخر أن تلك الصحف الخليجية تبحث للكتابة عن الأندية الكبيرة في دوري جميل, وأخباره ولا تهتم بالأندية الأخرى..وهذا لا يعفيني نعم قصرت ولكن أتمنى أن أجد ما يستحق الكتابة لأندية الخرج الغالية.
كيف ترى إعلام الخرج ورياضتها بشكل عام ؟
الإعلام توسع وتشعب عن السابق بما فيها إعلام “المواطن” أصبح الكل إعلاميًا.. أتابع الكثير مما كتب.. يكفي أن يقود هذا الإعلام ويتواجد فيه رئيسا الكوكب والشعلة الأستاذين دباس الدوسري ..وفهد الطفيل, اثنان يبحث عنهما إعلام الوطن بأسره لتصريحاتهما المثيرة.
بل إن تصريحاتهما تخطت الحدود في الصحف الورقية أو الإلكترونية وتصدرت شاشات التلفزيون وكذلك “الإعلام الحديث ووسائل التواصل الإعلامية”….فهما منبرين للإعلام في الخرج ..ولكن أكثر من يستفيد منها “إعلام خارج الخرج”..وأقصد صحفيي الصحف والقنوات التي تتواجد وتبث من خارج مدينة الخرج.
أنا متابع لرياضة الخرج وبخاصة للنادي الذي لعبت له وعشقي الأول الشعلة..وسعدت لعودة الكوكب ليعود التنافس ويدفع كل فريق ليكون هو الأفضل, وتشرفت بدعوة أستاذي دباس الدوسري رئيس نادي الكوكب وحضرت للحفل الذي أقيم بمناسبة الصعود, وغضب علي البعض من أصدقائي الشعلاويين وتلقيت رسائل عديدة بعد أن قمت بتغطية أجزاء من الحفل
عبر حسابي في سناب وكذلك تويتر..لكني لم أكن أعتقد أن التعصب لا زال وبقوته السابقة وربما يفوق.
ماذا تتوقع لديربي الخرج الذي سيقام في الموسم المقبل ولأول مرة في تاريخ الفريقين؟
على الدرجات كافة والألعاب أتذكرجيدًا مباريات الشعلة والكوكب أيام “البقشة” مباريات قوية رغم ملاعبهاالترابية.
وكيف تراها الآن؟
الآن كل شيئ تغير, حضرت آخر مباراة وندمت وتمنيت أنني لم أحضر لتبقى الصورة السابقة موجودة.
أريد أن يبقى الحماس .. أريد أن أتخيل مبارياتهم .. أتخيل من أسعد قلوب الملايين شايع النفيسه في نهائي 84 , وكذلك خالد الجاسر, وعبدالرحمن الغملاس, وعبدالله البياهي.
أشاهد مراوغات سليمان الطفيل, وتسديدات صالح المحسن, ولمسات عبدالرحمن الشمراني , وصلابة محمد فرج, وثقل سعد التويم, نريد ذاك الجيل .. ونتمنى ولكن ما كل مايتمنى المرء يدركه..لكن نتمنى لو يحضر جزء من ذاك الحماس والقوة.
نصيحتك لمن يرغب الدخول في مجال الإعلام؟
مهنة الإعلام تختلف عن المهن الأخرى ففيها كل ما تتوقعه فهي تتطلب أخلاقيات خاصة “للمهنة” تتطلب للعديد من المهارات” التي تتوجب على من يرغب الدخول في مهنة الإعلام ، لكن قبل هذه يجب أن يكون “محب للمهنة” لأنها تختلف عن المهن الأخرى.. فإذ أحب المهنة وتوفر الحس الإعلامي والإدراك لديه ..بقية الأمور الأخرى تتطور وتتنامى مع الممارسة والدورات ..لكن يجب على الإعلامي التواضع واحترام المتلقي أو المتابع لأنه لم تعد تنطلي الكثير من الأمور عليهم في تمرير معلومة أو غيرها.. وعليه التكثيف من الدورات ” وأن لا تنتظر الفرصة.. بل أصنعها”.. أي لا تنتظر من المنظومة التي تتبعها أو تعمل فيها أن تتبنى تطويرك أن كان ذلك فحسن وأن لم يكن فأتعب على نفسك واصرف من جيبك.. لأن الإعلام أختلف عن السابق وكل يومٍ يتطور ويظهر الجديد.. أقولها.. بإختصار “الإعلام بحر” وبحر كبير من يتعلم بكثرة سيعرف العوم فيه.. ومن لا يعرف حتما سيغرق سريعاً.
هل هناك ما يمكن أن يتحدث به الإعلامي عبدالكريم قبل أن نختم حوارنا الشيق معه ؟
لا يوجد إلا أن أقول لكم كفيتم و وفيتم ، فأنتم دونتم حياتي كاملة في حوار أعتز به كثيراً و أضعه في أولويات رصيدي الإعلامي ، فحقاً شكراً لصحيفة المجلس الرياضي و للقائمين عليها ، و أعتذر منكم في التأخير في الموافقة على الحوار لظروفي التي شرحتها لكم ، أما عن محافظة الخرج أقول لها “أنت متربعة داخل القلب والشوق يسوقني إليك دائماً .. سأعود إليها بعد تقاعدي عن العمل بإذن الله ، ولدت فيها و سأدفن فيها ، فهي أجمل مدينة ” ساكنة ” بعيداً عن العاصمة وصخبها و زحامها”
السيرة الذاتية للخريجي :
من أرشيف عبدالكريم الخريجي :
سامي الجابر في زواج ضيفنا الإعلامي عبدالكريم الخريجي